تقف مدينة الفاشر التي تحولت إلى مسرح مفتوح لصراع لا يرحم بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع على حافة كارثة إنسانية جديدة، فمع تصاعد نيران القتال في الأحياء الشمالية والشرقية، جاءت الأنباء عن هدنة إنسانية وشيكة لتثير بعض الأمل قبل أن يتلاشى سريعًا.

حيث أعلن الجيش السوداني موافقته على هدنة إنسانية تستمر أسبوعًا، لكن سرعان ما جاء الرد من الطرف الآخر.

فيما نفت قوات الدعم السريع أي اتصال بشأن الهدنة وأكدت على لسان مستشار قائدها محمد حمدان دقلو "حميدتي" أنها غير معنية بأي وقف لإطلاق النار إلا ضمن اتفاق سوداني شامل.

وأتى الرفض السريع من جانب الدعم السريع في وقت تتكثف فيه الاتصالات الأممية لتهدئة الأوضاع في الفاشر، حيث وصفت الأمم المتحدة الوضع هناك بالمأساوي، ودعت إلى هدنة إنسانية عاجلة للسماح بوصول المساعدات وإنقاذ المدنيين.

وفي تحذير جديد من مجلس الأمن الدولي، باتت الكارثة السودانية أكثر وضوحًا، أكثر من ٢٤ مليون سوداني يواجهون خطر الجوع مع تفاقم أزمة الغذاء وغياب الأمن، وازدياد الانتهاكات بحق المدنيين وخاصة في مناطق الاشتباك مثل الفاشر.

وبين هدنة لم تولد بعد وأطراف متصارعة لا تبدي استعدادًا للتنازل، تبقى الفاشر محاصرة ليس بجنود المعركة فحسب، بل بصمت العالم كذلك.

تقرير: لافا أسعد