2025-07-17
ضغوط أميركية وقصف إسرائيلي دفعا القيادة السورية إلى سحب قواتها الأمنية من السويداء، بعد اشتباكات دامية شهدتها المحافظة.
الرئيس أحمد الشرع، في كلمة مصورة، وجه بإبقاء مسؤولية الأمن في المحافظة بيد فصائل محلية وشيوخ من الطائفة الدرزية.
كان علينا أن نكلف بعض الفصائل المحلية والشيوخ الدينيين مسؤولية الأمن في السويداء، ونؤكد أن هذا القرار يأتي من وعينا العميق بخطورة الوضع على وحدتنا الوطنية، ومن أجل تجنب انزلاق البلاد إلى حرب واسعة النطاق قد تسحبها عن أهدافها الأكبر في التعافي من الحرب المدمرة وغيرها من المشاكل الاجتماعية التي خلفها النظام القديم.
وفي خطابه الذي وصف فيه إسرائيل بالكيان، حذر الشرع من الدخول في حرب مفتوحة معها، لولا تدخلات دولية وإقليمية، متهماً إياها بمحاولة تقسيم سوريا وتحويلها إلى ساحة فوضى.
لجأ الكيان الإسرائيلي إلى استهداف واسع النطاق للمرافق المدنية والحكومية لإضعاف هذه الجهود، ما عقد الوضع بشكل كبير، ودفع الأمور إلى تصعيد واسع النطاق من دون تدخل فعال من الوساطات الأميركية والعربية والتركية التي أنقذت المنطقة من مصير غير معروف.
واشنطن لعبت دورًا في تهدئة الوضع، بعد دعوتها الإدارة السورية بسحب قواتها من مناطق النزاع، في الوقت الذي استمرت فيه غارات إسرائيلية لم تقتصر على الجنوب السوري، بل امتدت إلى العاصمة دمشق، مستهدفة مراكز حكومية رئيسية.
ندعو الحكومة السورية لسحب قواتها المسلحة من أجل تمكين جميع الأطراف من خفض التوتر، وإيجاد طريق للمضي قدمًا.
أحداث السويداء أثارت انتقادات وإدانات دولية واسعة لما وقع من أحداث طائفية، وانتهاك للسيادة السورية إثر الغارات الإسرائيلية، حيث دعت الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي إلى وقفها فورًا لتجنب التصعيد.
الأمر معقد، هذه تنافسات تاريخية بين البدو والدروز، وقد أدت إلى وضع مؤسف وسوء فهم بين الجانب الإسرائيلي والجانب السوري. نعتقد أننا في طريقنا نحو خفض تصعيد حقيقي.
الأحداث الأخيرة في السويداء لم تكن الأولى، وربما لن تكون الأخيرة في عهد الإدارة الانتقالية، التي تواجه تحديًا في بسط الأمن على كامل الأراضي السورية، في ظل وجود الأقليات المكونة للنسيج المجتمعي فيها.
تقرير: مينا مكرم