الشرع يقولها صراحة: نحن الآن في طور مفاوضات ونقاش مع إسرائيل.

تصريح غير مسبوق في تاريخ الصراع السوري الإسرائيلي يصدر عن الرئيس السوري أحمد الشرع، معلنا عن مفاوضات تجريها دمشق مع تل أبيب لبحث انسحاب القوات الإسرائيلية من الجولان.

الشرع بدا واضحا: السلطة الجديدة لا تتهرب من الاتفاقات السابقة، بل تتمسك بها وتسعى إلى إعادة الوضع إلى ما قبل يوم سقوط النظام.

الشرع أكد أيضا أن تفاوضا على اتفاق أمني جاري حتى تعود إسرائيل إلى ما كانت عليه قبل 8 كانون الأول.

التصريحات المفاجئة جاءت تحوّلا عميقا في موازين القوى جنوب سوريا، حيث أدى سقوط نظام بشار الأسد في 8 كانون الأول 2024 إلى فراغ أمني واسع، سمح للقوات الإسرائيلية بالتقدم داخل المنطقة العازلة المنزوعة السلاح.

خلال الأشهر الماضية، نفذت إسرائيل مئات الغارات الجوية على مواقع عسكرية سورية، مبررة عملياتها بمنع وقوع أسلحة الجيش السوري السابق بيد الفصائل المسلحة، ومواجهة الإرهاب في الجولان، كما وصفته تل أبيب.

وفي ظل هذه المتغيرات، شهدت باريس لقاء نادرا جمع وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني بوزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر، حسب ما أفادت به وسائل إعلام رسمية سورية.

المحادثات شملت احتواء التصعيد في الجنوب السوري، وخصوصا في السويداء، التي شهدت مؤخرا أعمال عنف دامية.

من جهته، لم ينف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بل أكد قبل أسابيع أن إسرائيل منخرطة في مناقشات تهدف إلى إقامة منطقة منزوعة السلاح.

منذ اندلاع الاحتجاجات عام 2011، ظلت الجبهة السورية الإسرائيلية هادئة نسبيا، رغم التهديدات المتبادلة.

أما اليوم، ومع نهاية مرحلة وبداية أخرى، تبرز تساؤلات جديدة حول مستقبل الجولان وحدود الصراع وإمكانية التوصل إلى صيغة تهدئة دائمة ولو بالحد الأدنى.

 تقرير: لافا أسعد