2025-06-09
بعد أن فرّ من دمشق في 8 ديسمبر 2024 عقب سقوط نظامه على يد تحالف إسلامي تقوده “هيئة تحرير الشام”، يعيش بشار الأسد اليوم في موسكو، وسط تكتم شديد وحراسة روسية، في واحدة من أكثر مناطق العاصمة فخامة، وفقا لتحقيق موسع نشرته إذاعة France Info الفرنسية.
“الجلاد الهارب” يطل على الكرملين
الأسد يقيم، بحسب عدة مصادر، في إحدى ناطحات السحاب ضمن مجمع “مدينة العواصم”(Ville des Capitales) غرب موسكو، حيث يجاور كبار الأثرياء الروس والأوليغارشية والمشاهير. لا يظهر علنا، ولا توجد أي صور رسمية له منذ آخر خطاب له يوم 16 ديسمبر، بعد ثمانية أيام من هروبه.
التحقيق يؤكد أن عائلة الأسد لم تصل موسكو مفلسة. بل نقلت، بين 2018 و2019، نحو 250 مليون دولار نقدا بطائرات خاصة إلى روسيا، وفقا لتقاريرFinancial Times. كما تمّ شراء عقارات وشركات هناك خلال سنوات ما قبل السقوط، وسط تقديرات أميركية تشير إلى أن ثروته تفوق ملياري دولار، جمعت عبر التهريب والابتزاز وتجارة السلاح والمخدرات.
محاط بالحراسة وتحت المراقبة
مصادر فرنسية تشير إلى أن وجوده في موسكو ليس مدفوعا فقط بالضيافة، بل أيضا بالمراقبة. يقول الجغرافي فابريس بالانش إن الكرملين “طلب من الأسد أن يختفي عن الأنظار”، وإن تحركاته “مقيدة للغاية”. حتى الكرملين نفسه لم يستقبله رسميا حتى الآن، رغم وعود بوتين في ديسمبر بـ ”لقاء قريب”.
رسائل مزدوجة من روسيا
يرى مراقبون أن استقبال موسكو للأسد ليس حبا به، بل “رسالة” للقادة الحلفاء: إذا اضطررتم للهرب، ستستقبلكم روسيا. ومع ذلك، تصفه الصحافة الروسية الخاصة بأنه “مقيم متخفي”، فيما تؤكد تقارير أن بعض المقربين منه يفضلون حي “روبلوفكا” الفاخر، حيث يقيم رجال الأعمال وقادة الأمن.
ظهور نادر لابنه حافظ
في المقابل، رُصد حافظ الأسد الابن في موسكو، يتجول قرب الكرملين في فبراير، ونشر صورة له أمام جامعة لومونوسوف، حيث أنهى دراسته في الرياضيات. أما بقية العائلة، فغائبة عن الإعلام، وسط أنباء عن مرض أسماء الأسد.
وفي مارس، تقدم الرئيس أحمد الشرع بطلب رسمي إلى بوتين لتسليم الأسد، بحسب فرانس إنفو. وتؤكد منظمات حقوقية سورية، مثل الشبكة السورية لحقوق الإنسان، أن الأدلة كافية لمحاكمته دوليا، وأن العدالة ليست حلما، بل “استحقاق قائم على القانون الدولي”.
أحد الناجين السوريين قال لـفرانس إنفو: “سنطارده حتى النهاية… لن ننسى ما فعله، والعدالة ستنجز”.