أدى الصراع المستمر منذ ما يقرب من عامين إلى تدمير نظام الرعاية الصحية في قطاع غزة بشكل خطير، كما أن التكثيف الأخير للعمليات العسكرية الإسرائيلية في القطاع عرّض المستشفيات والمرضى لخطر شديد.

تعرّض مستشفى الشفاء لأضرار جسيمة جراء الغارات الإسرائيلية المتكررة، ويعمل بنحو 10% فقط من طاقته الاستيعابية قبل الحرب. ورغم الجهود المبذولة لاستئناف خدماته بدعم من الأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية، إلا أن نقص الإمدادات الطبية أجبر المستشفى على علاج المرضى في أجنحة خارجية مؤقتة.

وحذر مسؤولون في المستشفى من أن نقل المرضى المتبقين والمعدات الحيوية إلى جنوب غزة يكاد يكون مستحيلا، حيث أن المرافق الطبية في المنطقة مثقلة بالفعل وتفتقر إلى القدرة على استقبال المزيد من المرضى.

يضم المستشفى أربع غرف عمليات تعمل باستمرار، وتُجري ما بين 45 و55 عملية جراحية يوميًا، ما يجعل من شبه المستحيل نقل هذه الخدمات إلى مناطق أخرى.

وسّعت إسرائيل نطاق عملياتها في مدينة غزة خلال الأسابيع الأخيرة، محذرة المدنيين من إخلائها قبل شن هجمات جوية وبرية. ولا يزال آلاف المرضى عالقين في وضع حرج دون أفق واضح.

كما حذر مسؤولون أمميون من أن البنية التحتية للرعاية الصحية في جنوب غزة تعاني بالفعل من ضغط يفوق طاقتها، حيث تُثقل المستشفيات كاهلها ويعمل الموظفون تحت ضغط شديد. وإذا استمرت الحملة العسكرية الإسرائيلية في استهداف المناطق الشمالية من غزة، وأُجبرت المستشفيات على إخلائها أو إغلاقها، فقد تكون العواقب وخيمة.

يواجه النظام الصحي بأكمله وحياة المدنيين في غزة كارثة إنسانية متفاقمة، مع محدودية خيارات الاستجابة وتدهور الأوضاع.

تقرير: فادي زيدان