زيارة أمين مجلس الأمن القومي الإيراني علي لاريجاني للبنان، للمشاركة في ذكرى اغتيال أمين حزب الله السابق حسن نصر الله تحمل معها الكثير من المهام التي توليها إيران أولوية في هذه الفترة الحرجة.

ويحمل لاريجاني معه رسالة دعم للحزب الذي كان يعد أحد أقوى أذرعها في المنطقة، قبل أن يتعرض لضربات قاسية من إسرائيل على مدار العامين الماضيين.

الزيارة التي شملت لقاء مع رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري تأتي بعد فترة قصيرة من زيارة لاريجاني للمملكة العربية السعودية بما يعكس محاولة طهران لتوفيق أوضاعها مع الرياض.

ويتجلى الأمر أكثر مع تأييد لاريجاني لدعوة أمين حزب الله نعيم قاسم للسعودية لفتح صفحة جديدة من العلاقات.

وأكد هذه العلاقات لاريجاني من بيروت، أن بلاده تسعى إلى تطويرها، لكنه أشار في الوقت نفسه أن ذلك لا يعني التخلي عن المقاومة المسلحة، بل إن طهران تسعى إلى تكوين جبهة دفاع إقليمية مع السعودية لمواجهة إسرائيل.

ونقلت وكالة رويترز عن مصادر إيرانية أن دعوة حزب الله لفتح علاقة جديدة مع المملكة هدفها تخفيف الضغوط الدولية على لبنان من أجل نزع سلاحه، وأن تواصل إيران مع السعوديين جاء عن طريق علي لاريجاني الذي أبلغهم أن نزع سلاح حزب الله لن يفيد لبنان ولا المنطقة بأكملها.

لكن المطلب الإيراني يتنافى مع توجه المملكة التي تؤمن بوجوب حصر السلاح في يد الدولة فقط بعيدا عن الميليشيات المسلحة، وهو مازال يمثل حجر عثرة بين الجانبين.

وفي الشق الآخر من زيارته بيروت، التقى لاريجاني رئيس الحكومة نواف سلام الذي أكد لزائره أن استقامة علاقات بلاده مع إيران تتطلب الاحترام المتبادل لسيادة الطرفين وعدم التدخل في الشؤون الداخلية.

تقرير: مينا مكرم