2025-09-18
في ظل توتر متصاعد على الأرض وتصعيد عسكري لا يهدأ، تتجه الأنظار اليوم إلى باكو، حيث يجتمع وفدا سوريا وإسرائيل.
اجتماع باكو، الذي يُعد الأول من نوعه منذ سنوات طويلة، يأتي في لحظة حساسة للغاية، وسط أجواء من الحذر والتوتر، لكنه يفتح نافذة ضوء على إمكانية فتح صفحة جديدة من التفاوض والتفاهم.
اللقاء، الذي يُعقد برعاية دولية، يسعى إلى تجاوز جدار الصمت، ويضع على طاولة البحث ملفات أمنية حاسمة قد تحدد مسار العلاقة بين دمشق وتل أبيب.
وفي الوقت الذي تدخل فيه سوريا وإسرائيل في مفاوضات وُصفت بالأكثر حساسية منذ سنوات، كشف الرئيس السوري أحمد الشرع أن المفاوضات الجارية بين دمشق وتل أبيب حول اتفاق أمني دخلت مراحل متقدمة، وأن النتائج قد تُعلَن في الأيام القليلة المقبلة.
في تصريحات من دمشق، قال الشرع إن التفاهم الأمني المرتقب ليس خيارًا، بل ضرورة، مؤكدًا أن أي اتفاق يجب أن يضمن سيادة الأجواء السورية ووحدة أراضيها تحت إشراف أممي مباشر.
الاتفاق المزمع، وفق المسؤولين السوريين، لا يبتعد كثيرًا في مضمونه عن اتفاقية فض الاشتباك التي أُبرمت بين الطرفين عام 1974.
دمشق تأمل أن يُفضي إلى وقف الغارات الإسرائيلية المتكررة، وانسحاب القوات التي توغلت مؤخرًا في الجنوب السوري.
واشنطن من جانبها تدفع نحو إنجاح هذه المفاوضات، في وقت تستعد فيه أنظار العالم لاجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك الأسبوع المقبل.
إلا أن الشرع نفى وجود أي ضغوط أميركية، مؤكدًا أن ما يحدث هو وساطة وليس ضغطًا، على حد تعبيره.
وبلغة الأرقام، كشف الشرع أن إسرائيل نفذت أكثر من 1000 غارة جوية و400 توغّل بري منذ ديسمبر الماضي، وهي الفترة التي شهدت سقوط نظام الأسد بفعل هجوم واسع للمعارضة السورية.
وبينما تطالب دمشق بانسحاب كامل للقوات الإسرائيلية، تتمسّك تل أبيب بمواقع تعتبرها استراتيجية، وخاصة جبل الشيخ، في ظل تصريحات وزراء إسرائيليين أكدوا أنهم لن يتنازلوا عن هذه المناطق.
وفي سياق آخر، استبعد الشرع أن يُفتح حاليًا أي نقاش حول تطبيع العلاقات أو اتفاقيات سلام على غرار الاتفاقيات الإبراهيمية، مشيرًا إلى أن قضية الجولان أكبر من أن تُطرح الآن.
تل أبيب من جهتِها ترفض بشكل قاطع فكرة إعادة الجولان، وخاصة بعد اعتراف إدارة ترامب بها كأراضٍ إسرائيلية في ولايته الأولى.
تقرير: لافا أسعد