2025-07-21
تقرع أواني الجوع في غزة في أواني العالم الأصم، عائلات تنتظر بلا نهاية وجبة قد لا تصل ونَجاة قد لا تأتي، فالطعام هنا لم يعد مجرد حاجة، بل معركة من أجل البقاء.
وبحسب برنامج الأغذية العالمي نحو ثلث سكان القطاع لم يتناولوا الطعام منذ أيام وتسعون ألف امرأة وطفل يعانون من سوء تغذية حاد.
واقع يحرج العالم ويدفع بريطانيا وأكثر من عشرين دولة أخرى إلى إصدار بيان مشترك دعت فيه إلى إنهاء الحرب في غزة على الفور وأكدت أن نموذج تقديم المساعدات الذي تتبعه الحكومة الإسرائيلية خطير ويغذي عدم الاستقرار ويحرم سكان غزة من كرامتهم الإنسانية، لكن إسرائيل اعتبرت البيان بأنه منفصل عن الواقع ويوجه رسالة خاطئة لحركة حماس.
وتتهم إسرائيل اليوم بأنها تحرم الجوعى من المساعدات وتطلق النار على بعضهم وهم في الانتظار نقاط توزيع المساعدات التي تديرها مؤسسة غزة الإنسانية المدعومة أميركيًا وإسرائيليًا.
فمنذ أواخر مايو قتل نحو 800 شخص وأصيب أكثر من 6000 آخرين بالقرب من مراكز المساعدات فيما باتت تعرف بمصائد الموت، واقع دفع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى وصفها بغير الآمنة بطبيعتها وتقتل الناس.
ورغم تحذيرات الأمم المتحدة لم تعلن المجاعة رسميًا حتى الآن، وأكد تقرير مشترك لمنظمة الأغذية والزراعة وبرنامج الغذاء العالمي، أن قرابة نصف مليون فلسطيني يواجهون المرحلة الخامسة من انعدام الأمن الغذائي وهي الأعلى والأخطر.
في المقابل تواصل إسرائيل إغلاق المعابر منذ 2 مارس وتمنع دخول المساعدات وتتهم حماس بالاستيلاء على المساعدات فيما تنفي الحركة هذه المزاعم وتتهم إسرائيل بتحويل الغذاء إلى سلاح.
وفي مشهد يومي متكرر يقف آلاف الباحثين عن الطعام أمام مراكز توزيع المساعدات لتحصل في أفضل الأحوال على وجبة واحدة في اليوم، ففي غزة لم يعد القصف سببًا للقتل بات الجوع وحده كفيلًا بذلك.
تقرير: صهيب الفهداوي