2025-07-02
في وقت بدا فيه أن الشرق الأوسط يتنفس الصعداء بعد أسابيع من التصعيد بين إيران وإسرائيل، تعود نذر التوتر إلى الواجهة، ولكن هذه المرة من بوابة اليمن، حيث تتصاعد التحذيرات الأميركية وسط إصرار جماعة الحوثي على مواصلة هجماتها باتجاه الأراضي الإسرائيلية، غير آبهة بالتحولات السياسية والعسكرية التي أرساها اتفاق وقف إطلاق النار الأخير.
واشنطن، التي لعبت دورا محوريا في تثبيت هدنة هشّة بين طهران وتل أبيب، تجد نفسها اليوم أمام تحدٍّ جديد يتمثل في تصعيد الحوثيين، الذين كثّفوا في الأيام الماضية من هجماتهم الصاروخية والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل والممرات البحرية الحيوية في البحر الأحمر.
وفي سلسلة من التصريحات الرسمية، لم تخفِ إسرائيل تهديداتها، إذ توعد وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس الحوثيين بضربات مشابهة للتي تم توجيهها إلى إيران خلال حرب الاثني عشر يوما بين تل أبيب وطهران، وذلك بعد اعتراض صاروخ أطلقته الجماعة على إسرائيل. فيما قال سفير الولايات المتحدة لدى إسرائيل، مايك هاكابي، إن الوقت حان لكي تزور قاذفات B-2 الأميركية اليمن.
وبالرغم من أن الاتفاق الذي رعته واشنطن بين إيران وإسرائيل ساهم في خفض التصعيد على مستوى الإقليم، إلا أن اليمن، وتحديدًا جماعة الحوثي، تواصل اللعب خارج معادلة التهدئة، مدفوعة بجملة من الاعتبارات السياسية والعقائدية.
فقد أعلنت جماعة الحوثيين، مساء الثلاثاء، تنفيذ عملية عسكرية جديدة ضد أهداف إسرائيلية، فالقوة الصاروخية اليمنية نفّذت عملية نوعية استهدفت مطار بن غوريون باستخدام صاروخ باليستي فرط صوتي من طراز "فلسطين 2". كذلك، استُهدفت ثلاثة أهداف في مناطق يافا وعسقلان وإيلات باستخدام ثلاث طائرات مسيّرة.
في ظل هذه المعطيات، يتحوّل البحر الأحمر إلى بؤرة توتر قابلة للاشتعال في أي لحظة، خاصة مع تلويح واشنطن بخيارات عسكرية. فبين التصعيد الحوثي والتحذيرات الأميركية، وبين وقف إطلاق النار الإيراني الإسرائيلي واستمرار التوتر في البحر الأحمر، تبدو الساحة اليمنية مرشّحة لمزيد من التوتر.
تقرير: طوني منصور