أنا الناجي الوحيد الذي شاهد ما حدث لزملائي"، بهذه الكلمات استهل منذر عابد شهادته عن مجزرة المسعفين التي استهدفت طواقم الإنقاذ في جنوب قطاع غزة.
نجا عابد من الموت بعدما اختبأ في الجزء الخلفي لسيارة إسعاف تعرّضت لإطلاق نار مباشر من الجيش الإسرائيلي فجر الثالث والعشرين من مارس، بينما قُتل خمسة عشر من زملائه المسعفين في الهجوم.
ووفق الأدلة، أن الفرق الميدانية للهلال الأحمر الفلسطيني والدفاع المدني والأونروا، كانت قد تجمعت قرب رفح بعد بلاغات عن إصابات. وبحلول الخامسة صباحًا، بدأت سيارات الإسعاف بالتحرك، قبل أن تتعرض سيارة تابعة للأونروا لوابل من الرصاص.
وفي وقت كانت جميع المركبات تحمل إشارات واضحة، وأضواء الطوارئ مضاءة، إلا أن الجنود أطلقوا النار، ومن ثم اعتقلوا عابد وعصبوا عينيه، وأخضعوه لتحقيق قاسٍ استمر ساعات قبل إطلاق سراحه.
الجيش الإسرائيلي اعترف لاحقًا بوقوع خطأ، وأقر بأن روايته الأولى لم تكن دقيقة. لكنه زعم أن سيارات الإسعاف تقدمت نحو الجنود بشكل مريب دون تنسيق، وادعى مقتل تسعة من عناصر حماس والجهاد الإسلامي.
غير أن التسجيلات المصوّرة التي نشرها الهلال الأحمر، تظهر بوضوح مركبات إسعاف مضاءة، وطواقم بزي رسمي، ما يتعارض مع الرواية الإسرائيلية. كما دعت منظمة العفو الدولية لتحقيق مستقل في الحادثة التي وصفتها بأنها استهداف مباشر لجهود إنسانية.
تقرير: علي الموسوي