2025-10-30
كشف تحقيق موسّع أجرته وكالة رويترز عن تورّط شركة التأمين النيوزيلندية ماريتايم ميوتشوال في توفير تغطية تأمينية لعشرات الناقلات التي تنتمي الى ما يُعرف بأسطول الظل، وهو مصطلح يُطلق على السفن التي تنقل النفط من دول خاضعة للعقوبات مثل إيران وروسيا وفنزويلا، مستخدمة وثائق وأسماء ومواقع مزيفة لإخفاء وجهتها الحقيقية.
ووفق التحقيق، فقد مكّنت هذه السفن الدول المعاقبة من مواصلة تصدير النفط بمليارات الدولارات رغم القيود الغربية الصارمة.
وتدار ماريتايم ميوتشوال من قبل البريطاني بول رانكن (75 عاما) وأفراد من عائلته، وتعمل منذ أكثر من عقدين في تقديم التأمين البحري لأنواع مختلفة من السفن.
إلا أن مراجعة آلاف السجلات ووثائق التأمين ومقابلات مع أكثر من 20 شخصا مطّلعين على نشاط الشركة كشفت أن تغطيتها شملت ناقلات إيرانية وروسية نقلت نفطا خاضعا للعقوبات.
وتظهر البيانات أن الشركة قدمت التأمين لما يقرب من سدس ناقلات أسطول الظل حول العالم، وهو رقم يجعلها من أبرز اللاعبين في هذا المجال.
وفي أكتوبر من عام 2025، داهمت الشرطة النيوزيلندية مكاتب الشركة في أوكلاند وصادرت وثائق ضمن تحقيق دولي يشارك فيه شركاء من أستراليا وبريطانيا والولايات المتحدة.
وتحقق السلطات في احتمال انتهاك الشركة للعقوبات المفروضة على روسيا وإيران، إضافة الى شبهات بالتقصير في تطبيق معايير مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب.
ورغم ذلك، نفت ماريتايم ميوتشوال جميع الاتهامات، مؤكدة انها تتبع سياسات صارمة لضمان الامتثال للقوانين، وأعلنت لاحقا وقف تأمين أي سفن تدرج ضمن أسطول الظل أو تنقل نفطا روسيا، لكنها لم تفصح عن قوائم السفن التي تعاملت معها سابقا، ما ابقى كثير من التساؤلات دون اجابة.
ويشير التقرير الى أن تغطية ماريتايم ميوتشوال ساعدت في نقل ما لا يقل عن 35 مليار دولار من النفط الإيراني والروسي منذ عام 2018، الامر الذي يقوض فعالية العقوبات الغربية المفروضة على طهران وموسكو.
وتسلط هذه القضية الضوء على الثغرات في نظام العقوبات الدولي، ودور الشركات الصغيرة التي تعمل من دول بعيدة في تسهيل تجارة محظورة عالميا.
تقرير: فؤاد مشيك