2025-10-30
ترامب، الذي لا يترك ملفًا إلا ويقلبه على طريقته، قالها ببساطة "اختبار أسلحة نووية أسوة بالآخرين".
عبارة تحمل في باطنها تلميحًا إلى سباق تسلح جديد قد لا يملك أحد مفاتيح كبحه.
لكن ما أثار الفضول حقًا هو قوله "نجري بالفعل محادثات مع روسيا بشأن نزع السلاح النووي".
عبارة فضفاضة لم يسبق لواشنطن الرسمية أن أكّدتها، ولم تُعلّق عليها موسكو، ما يترك المجال مفتوحًا للتأويل، هل هناك بالفعل قنوات تواصل غير معلنة؟ أم أن الحديث سياسي أكثر منه تفاوضي؟
أما في موسكو، فيبدو أن بوتين قرر أن يرد على التلميحات بالفعل لا بالتصريحات.
الرئيس الروسي أعلن اختبار الطوربيد النووي بوسيدون.
سلاح يُقال إنه يعمل بالدفع النووي ويمكنه حمل رؤوس نووية، ومصمم لإحداث أمواج مشعة تحت الماء تجعل السواحل غير صالحة للحياة لسنوات.
اللافت أن هذه التطورات تأتي في وقت يشهد توترًا متصاعدًا بين واشنطن وموسكو بسبب الحرب في أوكرانيا، وتراجع قنوات الاتصال الرسمية بين الجانبين.
لذلك فإن أي حديث عن محادثات نزع السلاح يبدو خارج السياق الراهن ما لم تتوافر إرادة سياسية حقيقية لدى الطرفين.
بين تصريحات ترامب واختبارات بوتين يعود السؤال القديم بثوب جديد.
هل نحن أمام سباق تسلح فعلي يعيد العالم إلى حافة المواجهة؟
أم أن ما يجري مجرد استعراض للقوة ومحاولة لحجز موقع في توازنات دولية تتبدل بسرعة؟
في كل الأحوال يبقى المؤكد أن العالم يدخل مرحلة عنوانها الردع أولًا والثقة مؤجلة.
تقرير: لافا أسعد