تتراكم النفايات الإلكترونية حول العالم بوتيرة غير مسبوقة وسط صمت ثقيل، فمع تسارع التكنولوجيا، تتراكم أجهزة محمولة، وحواسيب، وألعاب إلكترونية، لتنتهي بها الحال في مكبات غير مهيأة، أو بين أيدي عمال يفككونها بوسائل بدائية.

الأمر الذي دفع باحثين في المعهد الفيدرالي السويسري للتكنولوجيا في زيورخ لتطوير تقنية جديدة تسمح باستعادة العناصر الأرضية النادرة بكفاءة من النفايات الإلكترونية، في خطوة واعدة قد تُحدث تحولًا كبيرًا في مجال إعادة التدوير، وتُسهم في مستقبل أكثر استدامة.

ورغم هذا النجاح في تصميم آلية كيميائية تسمح بفصل هذه العناصر على نحو أكثر دقة وفعالية، من دون الحاجة إلى عمليات كيميائية كثيفة أو درجات حرارة مرتفعة، فإن أقل من 1% من هذه المواد يُعاد تدويرها حاليًا، بسبب صعوبة فصلها من بين خليط المواد في الأجهزة القديمة، فضلًا عن ارتفاع كلفة المعالجة الكيميائية والطاقة المطلوبة لذلك.

ويأتي هذا الابتكار في وقت حرج، إذ يسعى الاتحاد الأوروبي إلى تقليل اعتماده على الخارج في تأمين هذه المعادن الحيوية، عبر إعادة تدوير 25% من احتياجاته بحلول عام 2030، وذلك بعد أن تجاوز حجم النفايات الإلكترونية أكثر من 62 مليون طن، أي ما يعادل نحو 8 كيلوغرامات لكل شخص على وجه الأرض.

تقرير: وفاء الطرابلسي