2025-05-28
بحثًا عن لقمة تسد الرمق، ومنذ ساعات الفجر الأولى، تقاطرت حشود من أهالي القطاع نحو مؤسسة غزة الإنسانية، مركز توزيع المساعدات الجديد في مدينة رفح.
لكن ما بدأ كمحاولة إنقاذ إنساني، انتهى بمشاهد من الفوضى، بسبب الطوابير العشوائية، والتدافع، وإطلاق النار التحذيري من قبل القوات الإسرائيلية.
المؤسسة الإنسانية تتلقى دعمًا مباشرًا من الولايات المتحدة، فيما تؤكد إسرائيل أنها منخرطة في تنسيق عمليات التوزيع، لكنها لا تنشر قواتها على الأرض.
الأمم المتحدة أعربت عن قلق بالغ، وقالت إنها لا تملك أي معلومات عن هذه المؤسسة، ولا عن طبيعة تنسيقها، ووصفت ما جرى بأنه مروّع، محذّرة من أن غزة بحاجة إلى مئات الشاحنات يوميًا لتفادي المجاعة.
في المقابل، واشنطن دافعت عن الخطة، ووصفت انتقادات الأمم المتحدة بـ"قمة النفاق"، مشيرة إلى أن "المهم أن الطعام يدخل".
حماس، بدورها، هاجمت الآلية بالكامل، ووصفتها بـ"المشبوهة"، محمّلة المؤسسة وإسرائيل المسؤولية عن الفوضى، متّهمة الجيش الإسرائيلي بإطلاق النار على مدنيين جائعين، وبأن سوء الإدارة أدّى إلى انهيار الموقف.
مؤسسة غزة الإنسانية أعلنت عن توزيعها أكثر من ثمانية آلاف صندوق طعام، أي ما يعادل نحو أربعمئة وستين ألف وجبة غذائية، لكن حجم الاندفاع، ونقص التنظيم، وشدة الجوع، كلها عوامل فجّرت فوضى في المكان.
غزة اليوم، وحسب بيان للأونروا، بحاجة إلى خمسمئة إلى ستمئة شاحنة يوميًا من الغذاء والدواء والمياه، في حين أن هذه الكميات لا تصل، ولا حتى تقترب من سقف الحد الأدنى.
تقرير: علي الكبيسي