2025-07-19
بين ركام المنازل وصدى الانفجارات في الجنوب السوري، برز بصيص أمل مساء الجمعة مع إعلان اتفاق شفهي لوقف إطلاق النار بين سوريا وإسرائيل، بوساطة أميركية.
لكن ما بدا في البداية بوابة للخروج من عنق الزجاجة، سرعان ما بدأ يتآكل أمام أول اختبار ميداني.
الاتفاق، الذي لم يُدوَّن، ينص بحسب مصادر دبلوماسية على منح دمشق 48 ساعة لدخول مناطق الاشتباكات وفرض التهدئة، على أن يتم الانسحاب فور استتباب الأمن.
إلا أن المفاجأة جاءت من الجانب السوري نفسه، الذي أعلن عن نية دخول القوات الحكومية خلال 24 ساعة فقط، ما فتح الباب أمام تكهنات وتساؤلات حول مدى التزام دمشق بفحوى التفاهم، خاصة وأن الاتفاق لا يتجاوز كونه تفاهمًا شفهيًا، يفتقر لأي ضمانات تنفيذية.
على الأرض، لم تهدأ الاشتباكات صباح السبت في أطراف مدينة السويداء، حيث تواصلت المواجهات بين مجموعات درزية ومقاتلين من العشائر السنية.
عدد القتلى تجاوز 700 خلال أسبوع، فيما نزح أكثر من 80 ألف شخص بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
المنشآت الصحية خرجت عن الخدمة، والكهرباء مقطوعة منذ أيام، فيما تحوّل مستشفى المدينة إلى ما يشبه المقبرة الجماعية، وسط عجز طبي كامل ونقص حاد في الأدوية والمستلزمات.
وفي خضم هذا التصعيد، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تقديم مساعدات إنسانية عاجلة بقيمة 600 ألف دولار للطائفة الدرزية، مؤكدًا أن بلاده لن تسمح بأي تهديد وجودي ضد الدروز.
في المقابل، تتعالى الأصوات في واشنطن مطالبة الأطراف بالهدوء وضبط النفس.
المبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا، توم براك، دعا إلى بناء هوية وطنية سورية جامعة، تتجاوز الانقسامات الطائفية، لكن الواقع الميداني يروي رواية مختلفة، حيث الهويات تسال دمًا قبل أن تُبنى سلمًا.
في ظل هذا الواقع المعقد، يبقى السؤال المطروح: إذا كانت دمشق تتجاوز مهلة 48 ساعة الممنوحة لها وتختصرها إلى 24، فهل نحن أمام تحرك استباقي لحسم المعركة... أم بداية انهيار اتفاق لم يُكتب؟
تقرير: إيسامار لطيف