2025-05-01
خفت هدير البنادق في ريف دمشق بعد أيام دامية، بلغ فيها التوتر الطائفي حد الانفجار. لم تكن شرارة التسجيل الصوتي، المنسوب لرجل دين درزي وتضمن عبارات طائفية فجة، في الحسبان، لكنه ما لبث أن أشعل الشوارع، وأعاد إلى الأذهان مشهد الساحل السوري، الذي لا يزال يعاني من ارتدادات أحداثه الدامية قبل نحو شهر.
في جرمانا وصحنايا، حيث يلتقي التنوع الطائفي بالتداخل الجغرافي، اندلعت اشتباكات عنيفة، أعلنت السلطات السورية بعدها استعادة السيطرة على الأرض، وأكدت وزارة الداخلية مقتل 16 عنصرًا من الأمن، إلى جانب مقتل وأسر عدد من المسلحين، وُصفوا بأنهم "خارجون عن القانون".
وفي أشرفية صحنايا، اختلطت رائحة البارود بنداءات الأهالي، قبل أن تعلن القوات السورية انتهاء العملية الأمنية، ودخولها إلى كل الأحياء، متعهدة بملاحقة كل من يهدد أمن البلاد وسلامها الأهلي.
لكن ما لم يكن في الحسبان، كان دخول إسرائيل على الخط.
غارات جوية استهدفت أطراف المنطقة، تزامنًا مع العملية الأمنية، وقال الجيش الإسرائيلي إن تدخله يأتي "لحماية الدروز"، ملوحًا بتوسيع نطاق الضربات إذا لم يتوقف ما وصفه بـ"العنف ضد أبناء الطائفة الدرزية".
أما في بيروت، فارتفع الصوت الدرزي محذرًا.
زعماء، رجال دين، وقيادات سياسية عقدوا اجتماعًا طارئًا، نبهوا خلاله إلى ما وصفوه بـ"مشروع فتنة" يُراد له أن يحرق سوريا من بوابة الطائفة. وفي خطوة رمزية لافتة، أعلن الزعيم الدرزي اللبناني وليد جنبلاط استعداده للسفر إلى دمشق، في محاولة لإخماد الفتيل قبل أن يمتد الحريق.
اتفاق نُسج على عجل، بأيدي وجهاء ومحافظين وشخصيات اجتماعية، وانبثق من ركام الاشتباكات، لكنه، في نظر كثيرين، هش ومؤقت، لا يلامس جذور الأزمة، بل يعلقها على خيط رفيع من الترقب.
تقرير: مالك دغمان