تواصل تركيا استعراض آخر إجراءاتها ضد إسرائيل، في مشهد دبلوماسي اتسع ليشمل مدنا عدة، وكانت أبرز محطاته داخل مجلس الشعب التركي حيث جمع دعم فلسطين بين المعارضة والتحالف الحاكم في موقف غير مألوف على الساحة السياسية التركية.

هذه القطيعة المتصاعدة بين أنقرة وتل أبيب يعتبرها كثيرون امتدادا للتوتر الذي اشتد منذ سقوط نظام الأسد في 8 ديسمبر الماضي، وازدادت حدته مع خطط إسرائيل لتوسيع عمليتها العسكرية في غزة، والتي عدتها تركيا محاولة لإعداد المسرح لتغيير شامل في المنطقة.

لكن الخلاف لا يقتصر على غزة، إذ يرى مراقبون أن عملية الإنزال الإسرائيلي الأخيرة في ريف دمشق شكلت تصعيدا جديدا وتجاوزا لخط أحمر تركي يتمثل في المساس بالوحدة الوطنية والترابية لسوريا.

وبحسب ما نقلته صحف إسرائيلية عن مسؤولين، فإن تل أبيب لا تخفي نياتها الصدامية مع أنقرة، حيث كشف مسؤول إسرائيلي رفيع أن عملية الإنزال قرب دمشق كانت "ضرورية جدا" لأمن إسرائيل، وأسفرت عن استعادة معدات سرية وخطيرة إضافة إلى تفكيك معدات تجسس تركية متقدمة قرب مواقع وجود القوات الإسرائيلية.

ويدخل الطرفان إذن مرحلة جديدة من الاستقطاب والتوتر، لم يكن منع طائرة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو من عبور الأجواء التركية في طريقه إلى المجر أول مؤشراتها، ويرجح كثير من المراقبين أن الإنزال الأخير لن يكون آخر حلقاتها، وأن اللغة الدبلوماسية الغاضبة قد تمهد لتحديات أكبر في الفترة المقبلة.

تقرير: إبراهيم العادل