2025-06-06
لم يأتِ صباح العيد على الضاحية الجنوبية كما يجب أن يكون، ففي أول أيام الأضحى، لا مظاهر احتفالية، لا معايدات، وحل مكان كل ذلك صمت ثقيل.
خرج السكان يتحسسون الدمار، ليتفقدوا ما تبقى من تحت الأنقاض بعد ليلة عنيفة، هي الأقوى منذ اتفاق وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل، حيث شنت الطائرات الإسرائيلية سلسلة غارات في أحياء الحدث، الكفاءات، الرويس، وبرج البراجنة، وفي بلدة عين قانا في جنوب لبنان.
وفي بيان شديد اللهجة، أكد رئيس الجمهورية أن إسرائيل وجهت رسالتها إلى الولايات المتحدة الأميركية عبر صندوق بريد بيروت، وهو لن يرضخ له لبنان أبدًا، فيما ادعت إسرائيل أنها استهدفت بنى تحتية تحت الأرض تُستخدم لتصنيع طائرات مسيّرة تابعة لحزب الله.
وأبلغت واشنطن مسبقًا بهذا الاستهداف، ما يعكس تصعيدًا حذرت منه الأمم المتحدة، داعية إلى وقف أي أعمال قد تقوض تفاهم وقف الأعمال العدائية وتنفيذ القرار 1701.
من جانبه، حذر الجيش اللبناني من أن استمرار الخروقات الإسرائيلية ورفضها التعاون مع لجنة مراقبة وقف الأعمال العدائية قد يدفعه إلى تجميد التعاون مع اللجنة في عمليات التفتيش على المواقع، مشددًا في الوقت نفسه على التزامه الكامل بحماية أمن وسيادة لبنان.
من جانبها، اختارت تل أبيب أن تضرب في عمق العاصمة وفي عيد الأضحى، في خطوة تفتح أبواب التوتر على مصراعيها، وهو تصعيد يضع لبنان أمام تحد حقيقي للحفاظ على استقراره، وسط مخاوف متزايدة من زعزعة اتفاق وقف إطلاق النار الهش.
تقرير: غيدا جبيلي