وسط تصاعد التوترات بين إسرائيل وإيران، تشهد أسعار النفط صعودًا كبيرًا، لترتفع من مستوى ستة وستين دولارًا للبرميل إلى أكثر من ثمانية وسبعين، قبل أن تستقر في نهاية المطاف عند ما يزيد على أربعة وسبعين دولارًا.

هذا الصعود يأتي بعد أن ظلت أسعار النفط قابعة عند ما دون سبعين دولارًا على مدى شهرين ونصف.

اتساع المخاوف في المنطقة بدوره أدى إلى ارتفاع أسعار استخدام ناقلات النفط في العالم، وأسهم شركات الناقلات، وخاصة مع توقّع المستثمرين حدوث اضطراب كبير في حركة نقل النفط العالمية.

إذ كشفت وكالة بلومبرغ عن زيادة أسعار عقود الشحن الآجلة لشهر يوليو بنسبة خمسة عشر في المئة، لتسجل نحو ثلاثة عشر دولارًا للطن، وهو ما صاحبه صعود أسهم شركات ناقلات النفط.

ومع تزايد احتمالات اتساع الصراع الإيراني الإسرائيلي، تذهب بعض الترجيحات إلى احتمال تضرّر أو تعطّل الإنتاج النفطي في إيران، ما قد يُحدث بعض الاضطرابات في إنتاج طهران النفطي، الأمر الذي قد ينعكس سلبًا على تكاليف الذهب الأسود عالميًا.

فضلًا عن أن محدودية الطاقة الإنتاجية الفائضة لدى تحالف أوبك بلس تثير قلق الفاعلين في سوق الطاقة، إذ تكاد توازي الإنتاج الإيراني الحالي البالغ نحو ثلاثة ملايين وثلاثمئة ألف برميل يوميًا، بينما تبلغ صادراته أكثر من مليوني برميل يوميًا من النفط والوقود.

تلك الاضطرابات لم يسلم منها أيضًا سوق الغاز الطبيعي، وخاصة بعد استعداد الحكومة لإعلان حالة الطوارئ في هذا القطاع، فضلًا عن إغلاقها حقل ليفياثان الواقع في شرق البحر المتوسط، والذي يُعد أحد أهم مصادر الطاقة لإسرائيل ورافعة رئيسية لصادرات الغاز إلى كل من مصر والأردن وأوروبا.

تقرير: طارق الشال