2025-09-01
في ظل التداعيات السياسية والإنسانية الهائلة التي خلفتها الحرب على غزة، برزت خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب التي تهدف إلى إعادة ترتيب الواقع السياسي والأمني في القطاع، كرؤية للسلام الاقتصادي وتطبيع العلاقات الإقليمية، أو ما تسمى بصفقة القرن.
صحيفة "واشنطن بوست" ذكرت أن الخطة التي اطلعت عليها، والمؤلفة من ثمانية وثلاثين صفحة، تنص على أن سكان غزة البالغ عددهم مليوني نسمة سيغادرونها إما طوعا إلى بلد آخر أو إلى مناطق محددة داخل القطاع خلال إعادة الإعمار.
وكانت وكالة "رويترز" قد ذكرت في وقت سابق أن هناك اقتراحا ببناء مخيمات واسعة النطاق تسمى "مناطق عبور إنسانية" داخل غزة وربما خارجها، لإيواء السكان الفلسطينيين. وحملت هذه الخطة اسم "مؤسسة غزة الإنسانية"، وهي مجموعة إغاثية تدعمها واشنطن. ولا تشير الوثيقة إلى قيام دولة فلسطينية، حيث تقول إن هذا الكيان الفلسطيني سينضم إلى "اتفاقيات إبراهيم".
وعبر البيت الأبيض عن استيائه من إصرار الحكومات العربية، وخاصة الخليج ومصر والأردن، على أنها لن تدعم هذا المشروع إلا إذا كانت الخطة تؤدي إلى قيام دولة فلسطينية في نهاية المطاف، حيث وصفوه بأنه مجرد كلام عام.
ترامب نفسه، الذي أطلق رؤيته علنا في فبراير الماضي، قال: "لقد نظرت إلى صورة غزة، إنها موقع هدم ضخم يجب إعادة بنائها بطريقة مختلفة. إنه موقع رائع على البحر. يمكن فعل أشياء جميلة جدا هناك". وبعد أسبوعين، وخلال مؤتمر صحفي مع نتنياهو في البيت الأبيض، أعلن أن الولايات المتحدة ستتولى قطاع غزة.
وذكرت "واشنطن بوست" أن كل من يملك أرضا سيحصل على "رمز رقمي" مقابل حقوق إعادة تطوير ممتلكاته، مضيفة أن كل فلسطيني يغادر غزة سيحصل على خمسة آلاف دولار نقدا وإعانات مالية لتغطية إيجار المسكن لأربع سنوات، وأنهم سيحصلون أيضا على الطعام لمدة عام.
وقد حاولت إسرائيل نقاش تهجير الفلسطينيين من غزة بعد أيام قليلة من بدء الهجوم على القطاع، إما بالقوة أو عبر التعويض. وقال نتنياهو إن إسرائيل تتحدث إلى عدة دول بشأن استقبال سكان غزة، وقد تم ذكر ليبيا وإثيوبيا وجنوب السودان وإندونيسيا وأرض الصومال كخيارات محتملة.
تقرير: فادي زيدان