Mask
Logo

undefined

زيارة الشيباني لموسكو تفتح صفحة جديدة في العلاقات الروسية السورية

2025-08-01

كثيرة هي الملفات المعقدة في العلاقة بين روسيا وسوريا ما بعد الأسد، لا سيما تلك التي تتصل بذاكرة السوريين، فموسكو كانت أبرز داعمي النظام السابق سياسيا وعسكريا، وقد انخرطت مباشرة في حرب الأسد على معارضيه طيلة 9 سنوات.

لكن ذلك لم يمنع كلا من دمشق وموسكو من البحث عما يعيد التوازن إلى هذه العلاقة التي لطالما وصفت بالتاريخية، وبهدوء يعيد الجانبان بناء الثقة بينهما، وقد تمكنا على ما يبدو من نقل العلاقة إلى مستوى متقدم، بعد الزيارة التي أجراها وفد سوري رفيع ضم وزيري الخارجية والدفاع إلى موسكو بهدف فتح صفحة جديدة في العلاقات الثنائية، وقد أثمرت عن اتفاق على تشكيل لجان لإعادة تقييم الاتفاقيات السابقة وعلى إطلاق حوار شامل حول التعاون المستقبلي.

وتنقل الزيارة علاقة سوريا الجديدة بروسيا إلى مستوى متقدم، نظرا إلى تشكيلة الوفد السوري الذي زار موسكو، وما صاحب الزيارة من لقاء وزير الخارجية أسعد الشيباني للرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي لا يستقبل في الكرملين عادة وزراء خارجية الدول، فضلا عن الدعوة التي وجهها بوتين لنظيره الشرع للمشاركة في القمة الروسية العربية المقرر عقدها في أكتوبر المقبل.

وصول العلاقة الروسية السورية ما بعد الأسد إلى هذا المستوى رغم تعقيداتها، هو ثمرة هدوء يدير بها البلدان إعادة تشكيلها، إذ إن علاقات مستقرة بين موسكو ودمشق تبدو حاجة للطرفين، فسوريا هي بوابة روسيا الاستراتيجية إلى المياه الدافئة، وذلك لا يمكن لموسكو الحفاظ عليه دون بقاء قاعدتيها في مدينتي حميميم وطرطوس السوريتين.

أما على الجانب السوري، فدمشق مهتمة ببناء علاقات جديدة تعزز التوازن الإقليمي وتخدم تمكين الدولة السورية، حتى تتمكن من الحد من التدخلات الإسرائيلية التي ترى فيها دمشق أنها تستهدف الإبقاء على حالة الفوضى في سوريا، فضلا عن أن سوريا تريد من موسكو أن تتعاون في ملفات عالقة أخرى تتعلق بمسار العدالة الانتقالية، وما بات يعرف بملف الأموال المهربة إلى روسيا.


تقرير: نادر علوش


Logo

أخبار ذات صلة