2025-07-23
في غزة، تتهاوى أحلام آلاف الطلاب تحت الرماد وركام المدارس المغلقة والمنازل المدمرة، منذ اندلاع حرب السابع من أكتوبر 2023، التي سرقت من الأطفال حقهم في التعلم، وحولت المدارس إلى ملاجئ للعائلات النازحة، والحياة التعليمية إلى مشهد باهت يخلو من مقومات التعليم.
بحسب منظمة اليونيسف، فإن أكثر من 92% من مدارس غزة دُمرت أو تضررت جزئياً، فيما تحتاج 87% منها إلى إعادة بناء شاملة قبل أن تستأنف عملها. وقد حُرم نحو 658 ألف طالب من التعليم للعام الثاني توالياً، من بينهم 39 ألفاً لم يتمكنوا من أداء امتحانات الثانوية العامة منذ عامين، في سابقة هي الأولى منذ عقود في القطاع.
سارة كنان، طالبة نازحة، كانت تحلم بأن تصبح طبيبة أو مهندسة. درست ليلاً ونهاراً استعداداً لامتحانات الثانوية العامة، لكن الحرب حاصرت حلمها بين الجوع والخوف، وأجبرتها على التنازل عن أبسط حقوقها.
"كان حلمي الوحيد دراسة الطب. توقفت عن التفكير فيه. كل أفكاري الآن منصبة على كيفية البقاء على قيد الحياة."
اليونيسف تشير إلى أن الغالبية العظمى من الأطفال في سن الدراسة قد نزحوا، ويواجهون معركة يومية من أجل البقاء، بعد أن لجأوا مع عائلاتهم إلى المدارس أو الخيام. ورغم قسوة الظروف، حاول كثيرون تحويل تلك الخيم إلى فصول دراسية مؤقتة.
هديل أبو لحية، نازحة من خان يونس، تقول: "أطفالي لا ينسون اليوم الذي توقفت فيه المدارس... أنا قلقة جداً على مستقبلهم."
خلال هدنة يناير الماضي، تعاونت اليونيسف مع الأونروا لتوفير التعليم عبر أكثر من 600 مركز مؤقت، ما أتاح الفرصة لنحو 137 ألف طفل للعودة إلى التعلم، جزئياً. لكن هذه المراكز أُغلق منها أكثر من 240 موقعاً تعليمياً بعد استئناف القصف الإسرائيلي في مارس، ما أدى إلى توقف التعليم مجدداً لأجل غير معلوم.
محمد العسولي، مدير التعليم في خان يونس، يوضح: "أنشأنا أكثر من 600 مركز تعلم مؤقت، خاصة في المخيمات... لكن 240 منها أُغلقت بعد استئناف القصف في مارس."
محاولات التعليم الإلكتروني لم تنجح أيضاً، في ظل غياب الكهرباء، وتوقف الإنترنت، وانعدام ظروف الحياة الأساسية. قطاع التعليم بأكمله يعيش أزمة خانقة، وجيلاً كاملاً يواجه خطر الضياع.
لم يعد السؤال فقط متى تعود المدارس، بل أصبح: كيف يمكن إنقاذ ما تبقى من أحلام؟ وهل يتحرك المجتمع الدولي لحماية التعليم كحق أساسي قبل أن يُطمر بالكامل تحت ركام الحرب؟
تقرير: حذام عجيمي