Mask
Logo

undefined

قمة ألاسكا: سلام تاريخي أم استسلام مقنّع لروسيا

2025-08-12

بين جبال ألاسكا الثلجية، وعلى الأرض التي كانت يوماً روسية قبل أن تشتريها واشنطن، يستعد العالم لمشهد قد يعيد صياغة تاريخه أو يكرره.

قمة ترامب وبوتين المرتقبة ليست مجرد لقاء سياسي، بل مشهد مشحون بالرمزية والرهانات العالية، يعيد للأذهان مؤتمر يالطا عام 1945، حين رسمت خرائط العالم على طاولات المفاوضات.

وفي الكواليس، يسابق صانعو القرار الأميركيون الزمن لإنهاء ترتيبات اللقاء الذي قد يعيد تعريف الحرب والسلام في أوروبا، يروّج ترامب لشعاره "السلام من خلال القوة" في محاولة لتحويل صورته المثيرة للجدل إلى رجل دولة يصنع التاريخ. لكن بين السعي لإنهاء الحرب وطمأنة الحلفاء، تظل الحقيقة معقدة والثمن غامضاً.

وتتداول الأروقة السياسية مقترحات تشمل انسحاباً أوكرانياً جزئياً، ومبادلات إقليمية، وتجميد النزاع، وهي صيغة تعني عملياً تثبيت مكاسب روسيا، ما يدفع بعض المحللين إلى وصف القمة بأنها استسلام دبلوماسي مغطى بقناع الانتصار. الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الغائب الحاضر، يرفض أن تُرسم حدود بلاده دون استفتاء، فيما يرى بوتين في استبعاده انتصاراً جديداً.

ورغم الابتسامات الرسمية، تظل أزمة الثقة كبيرة، ويخشى الغرب أن يمنح ترامب بوتين ما يريد مقابل "سلام سريع" يخدم حملته الانتخابية، بينما يرى بوتين في ذلك فرصة لتثبيت نفوذه دون تنازلات حقيقية.

وفي سياق متصل، أعلن المستشار الألماني أن مباحثات أوروبية أوكرانية ستجري عبر الفيديو الأربعاء بمشاركة ترامب، فيما شدد بيان بريطاني كندي على ضرورة عدم فرض السلام على أوكرانيا.

قمة ألاسكا تمثل لحظة اختبار للزعيمين ومفترق طرق لأوكرانيا وللنظام الدولي، حيث تتقاطع رمزية المكان مع وقائع الحرب والسياسة، ويبقى السؤال: من سيكتب التاريخ هذه المرة، وبأي قلم.


تقرير: فؤاد مشيك


Logo

أخبار ذات صلة