Mask
Logo

undefined

لقاء تاريخي بين دمشق وتل أبيب في باريس بحضور وسطاء

2025-07-26

في السياسة لا تُصنع الانعطافات الكبرى على وقع التصفيق، بل على وقع الصمت، فمنذ أيام وفي العاصمة الفرنسية باريس، جلس أسعد الشيباني وزير الخارجية السوري قبالة رون ديرمر وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي.

لقاء رسمي بصمته صادم بتوقيته ومحمل بإرث الصراع كله استمر لأربع ساعات، لكنه ليس أول الغيث، فجاء بعد سلسلة اجتماعات سرية بين ممثلين من دمشق وتل أبيب خلال الأشهر الماضية بوساطات إقليمية ودولية، وهي لقاءات لم تُبنَ على الثقة، بل على قناعة مشتركة أن كل الأطراف تعيش في زجاج هش.

وتقول التسريبات إن اللقاء حمل في طياته مقايضات حساسة ومطالبات بانسحاب فوري للقوات الإسرائيلية من النقاط التي تقدمت إليها مؤخرًا، مع حديث عن اتفاقية فض الاشتباك عام 1974 وإعادة تفعيلها.

هنا لا يتحدث أحد عن سلام، بل عن معادلات تضمن بقاء اللاعبين على الرقعة.، وليس توقيت اللقاء معزولًا، فواشنطن وأنقرة أعلنتا رفضًا صريحًا لأي تقسيم في سوريا، واتفقا على نقطة تقاطع نادرة هي لا حكم ذاتي للكورد ولا سوريا فيدرالية.

في المقابل بقيت قوات سوريا الديمقراطية على سلاحها ورفضت تسليم مفاتيحها دون ضمانات، فالذاكرة الكوردية التي لا تزال تنزف من لقاء باريس لم يكن سلامًا، لكنه كان اعترافًا ضمنيًا بأن ما بعد الأسد ليس مساحة فراغ، وأن الخرائط بدأت ترسم ليس في العلن، بل على الطاولة الخلفية للتاريخ.


تقرير: علي حبيب


Logo

أخبار ذات صلة