2025-09-19
في شرق البحر الأبيض المتوسط، حيث تتقاطع مصالح دول عديدة مثل إسرائيل وتركيا ومصر واليونان وقبرص والاتحاد الأوروبي، وتسعى كل دولة لترسيخ موقعها عبر التحالفات والقواعد البحرية واتفاقيات ترسيم الحدود.
وفي هذا المشهد المتشابك، تعود مناورات بحر الصداقة بين مصر وتركيا بعد توقف دام 13 عاما، في خطوة وُصفت بأنها محاولة لتعزيز التعاون الثنائي وتطوير القدرة على العمل المشترك، بحسب ما أكده الناطق باسم وزارة الدفاع التركية.
لكن خلف هذا التصريح المقتضب تكمن رسائل أعمق، فالمناورات في شرق المتوسط لا تمر من دون أن تُقرأ بدقة من قبل اللاعبين الإقليميين، إذ إن هذه الخطوة تشكل تحولا استراتيجيا في التفاهم بين البلدين بعد سنوات من التوتر وصلت إلى حد العداء، ما يطرح تساؤلات حول إمكانية أن تصبح مصر وتركيا قوة بحرية مشتركة مؤثرة في المنطقة.
وفي جانب آخر، فإن المنطقة التي تجري فيها المناورات تشهد تنافسا محتدما على موارد الغاز، حيث إن مصر عضو في منتدى غاز شرق المتوسط مع إسرائيل وقبرص، بينما تبقى تركيا مستبعدة منه، ومصر تلعب دورا محوريا في تصدير الغاز، في حين تسعى تركيا لأن تكون الممر الرئيسي للطاقة نحو أوروبا.
إذن، المناورات لن تُقرأ كتدريبات عسكرية فقط، بل تحمل رسالة بأن تركيا لن تكون معزولة، وأنها قادرة على تشكيل تحالفات جديدة تمنحها دورا مؤثرا في أمن الممرات البحرية، وهو ما قد يفتح الباب لتفاهمات أوسع بين البلدين تشمل ملفات إقليمية أخرى مثل الملف الليبي.
تقرير: لافا أسعد