2025-09-03
في صباح لبناني ثقيل، تحولت مهمة روتينية لإزالة عوائق على الخط الأزرق إلى اختبار جديد لقوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان اليونيفيل.
طائرات إسرائيلية بلا طيار ألقت قنابل قرب جنودها، فيما وصفته البعثة الأممية بأنه أحد أخطر الهجمات على أفرادها وممتلكاتها منذ اتفاق وقف إطلاق النار الأخير، وسارعت فرنسا، التي تعد من أكبر المساهمين في القوة الأممية، إلى الإدانة.
وأكد بيان الخارجية الفرنسية إدانة الهجوم الإسرائيلي والدعوة إلى ضمان حماية قوات حفظ السلام وأمن عناصرها ومعداتها ومقارها، مشددا في الوقت نفسه على أن اليونيفيل ليست مجرد قوة رمزية بل ركيزة أساسية لاستقرار لبنان والمنطقة.
والهجوم الإسرائيلي الأخير لم يكن التهديد الوحيد الذي تعرضت له قوات اليونيفيل منذ تواجدها في لبنان، فمنذ فتح جبهة الجنوب في أكتوبر 2023، فيما عرف لاحقا بجبهة إسناد غزة، تعرضت اليونيفيل لـ 11 حادثا موثقا، شملت قذائف أصابت قواعدها وصواريخ استهدفت مقراتها ودبابات اجتاحت مواقعها.
سلسلة ضربات جعلت الجنود الأمميين يتحركون على أرض محفوفة بالخطر، ويكشف التحليل الجيوسياسي أن تل أبيب تريد إيصال رسائل متعددة، أولها أنه لا وجود لخطوط محايدة حين يتداخل أمنها مع وجود حزب الله على الحدود.
وثانيها الضغط على اليونيفيل نفسها بعد أن جدد مجلس الأمن مهمتها للمرة الأخيرة بالقرار رقم 2790 رغم معارضة تل أبيب وواشنطن، مع وجود جدول انسحاب تدريجي ومرسوم، وكأن حال لسان إسرائيل يقول إن بقاء هذه القوة ليس ضمانة لنا بل عبء نرغب في تقليصه.
قوة جاءت لتحفظ الاستقرار، تجد نفسها اليوم هدفا للرسائل النارية، وبين جنود أمميين يراقبون بخوذ زرقاء وجيش إسرائيلي يختبر حدود المسموح والممنوع، يتحول الجنوب اللبناني إلى خشبة مسرح يختلط فيها صوت الطائرات بخطاب السياسة الدولية.
تقرير: علي حبيب