2025-07-21
سبعة أيام فقط كانت كافية لتحويل مدينة السويداء من رمز للتعايش، إلى ساحة حرب طائفية دامية.
واليوم، صوت البنادق يصمت... أخيرًا.
أعلنت الحكومة السورية صباح الأحد، وقفًا كاملًا لإطلاق النار في مدينة السويداء، بعد أسبوع من المعارك الطاحنة بين مقاتلين دروز، وعناصر من العشائر البدوية، والتي خلفت مئات القتلى، في أكثر نزاع دموي تشهده المحافظة منذ بدء الحرب السورية.
المتحدث باسم وزارة الداخلية، نور الدين البابا، صرح عبر "تلغرام" بأن جميع المقاتلين من العشائر انسحبوا من أحياء المدينة، مؤكدًا أن الاشتباكات قد توقفت بالكامل، وأن قوات الأمن بدأت بالانتشار لضبط الأمن، من دون دخول الأحياء السكنية.
تزامن وقف إطلاق النار مع إعلان الرئيس الانتقالي، أحمد الشرع، التزامه بحماية الأقليات، ومحاسبة كل من ارتكب فظائع، فيما تدخلت إسرائيل عسكريًا لحماية الدروز، وقصفت مواقع حكومية قرب دمشق، ما زاد من تعقيد المشهد.
وسط توتر غير مسبوق، سُمح للقوات السورية بدخول السويداء مدة ثمانٍ وأربعين ساعة فقط، بعد ضوء أخضر من تل أبيب، وتنسيق أميركي–إسرائيلي مكثف.
فواشنطن مستاءة من أحداث السويداء.
حتى أن وزير الخارجية الأميركي، ماركو روبيو، نقل رسالة واشنطن إلى دمشق أيضًا.
رسالة ملغومة، أشبه بتحذير، قال فيها إنه إذا أرادت السلطات في سوريا تحقيق أي فرصة لتوحيد البلاد، والحفاظ على السلم الأهلي فيها، فيجب أن تستخدم قواتها الأمنية لمنع تنظيم الدولة الإسلامية، وأي جهاديين عنيفين آخرين، من ارتكاب مجازر بحق الشعب السوري.
المبعوث الأميركي إلى سوريا، توماس براك، كتب بدوره على منصة "إكس"، إن ترامب كان يرى في رفع العقوبات عن دمشق فرصة في إفساح المجال أمام الشعب السوري ليعيش، بعد سنوات من المعاناة والظلم على يد نظام الأسد. غير أن هذا الطموح اصطدم بواقع مغاير، بحسب تصريحات براك.
اليوم، ومع فتح معابر إنسانية بين درعا والسويداء، وتأمين إطلاق سراح المحتجزين، يتطلع أهالي المحافظة إلى هدنة دائمة، بعد أن ذاقوا طعم الفوضى، والخوف، والموت.
تقرير: إيسامار لطيف