Mask
Logo

مجتمع

البصرة بين شريان الماء وأزمة البقاء.. صيف جديد يعمّق مأساة التلوث وملوحة المياه

2025-05-25

مخاوف سكان محافظة البصرة جنوب العراق تتجدد مع كل دخول لموسم الصيف. من أزمة مياه مزمنة لم تغب عن مشهدهم اليومي، أزمة تتداخل فيها العوامل المناخية مع سوء التخطيط وتراجع الموارد المائية، ما يجعل توفير مياه شرب آمنة تحدياً مستمراً يهدد الصحة العامة والنشاط الزراعي والحياة البيئية في جنوب العراق.

الأنهار التي كانت يوماً ما رمزاً لجمال المدينة وحيويتها، تحولت اليوم إلى مجارٍ ملوثة راكدة، حيث يستعيد سكانها ملامح البصرة القديمة بحسرة.

وبحسب بيانات رسمية، وصلت ملوحة المياه في بعض مناطق البصرة إلى مستويات خطيرة تجاوزت المعدلات العالمية المسموح بها.

المشكلة تعود، وفق المختصين، إلى تراجع الأمطار وانخفاض منسوب نهري دجلة والفرات، بالإضافة إلى تصريف المياه المالحة من الخليج العربي إلى شط العرب واختلاطها بالمياه العذبة، إلى جانب تصريف مياه الصرف الصحي وغياب المعالجات التخطيطية طويلة الأمد.

الأزمة لا تتوقف عند مياه الشرب، بل تمتد إلى القطاع الزراعي وتربية الماشية، حيث أدت التركيزات العالية من الأملاح إلى تآكل الأراضي الزراعية وتراجع إنتاجها، ما فاقم من الصعوبات الاقتصادية في واحدة من أغنى المحافظات بالنفط والمياه سابقاً.

بين ذكريات الأنهار الجميلة وواقع الملوحة والتلوث، تواجه البصرة اختباراً حاسماً في إدارة واحدة من أخطر أزماتها البيئية والمعيشية. فالماء، الذي كان يوماً شريان الحياة للمدينة، بات اليوم عنواناً لأزمة تتطلب استجابات وطنية شاملة، تبدأ من ضبط الموارد وتنتهي بإعادة إحياء ما اندثر من هوية البصرة الخضراء.


تقرير: علي الكبيسي

Logo

أخبار ذات صلة