أحياناً، تحتفظ الورقة النقدية بسرّ أكبر من قيمتها.

فوق هذه الورقة، طُبعت صورة قد لا يصدق البعض أنها حقيقية: شلال يتدفّق من أعالي الجبال، كأن الطبيعة أرادت أن تخلّده إلى الأبد.

شلال كاني بست يقع في أقصى شمال شرق أربيل، بارتفاع يقارب 50 متراً، ليكون الأعلى في إقليم كوردستان.

تتدفق مياهه الباردة من ينابيع جبلية لا تنضب، وتستمر في جريانها حتى في فصول الجفاف.

الشلال يتميز بمحيط طبيعي غني بالأشجار الكثيفة، مما يخلق بيئة رطبة ومعتدلة، وسط محيط أخضر كثيف تحرسه أشجار الجوز والصنوبر.

طبيعة تجذب السياح من أنحاء كوردستان والعالم.

بعد أن يودّع الزائر مشهد الشلال المنهمر، لا تنتهي الرحلة، بل تبدأ مرحلة جديدة، حيث تدعو الطبيعة عشّاقها لاختبار مغامرة من نوع آخر.

تسلق الجبال الوعرة لمدة خمسة عشر دقيقة، هي فرصة أخرى لممارسة رياضة خاصة عند زيارة هذا المكان.

ينساب الشلال بين قضاء جومان ومدينة سوران، كأنه شريان الطبيعة النابض، يمد القرى المجاورة بالحياة.

في الأرجاء، لا صوت يعلو على هدير الماء.

صمت يليق بالمهابة، يسكنه الناس والدواب وما تنبت الأرض على السفوح.

كل شيء هنا كأنه يستمع لحناً أزلياً، تعزفه الحياة على إيقاع جريان الماء.

المنطقة الجبلية هذه جزء من سلسلة زاغروس، حيث تتناثر القرى الصغيرة على السفوح، متصلة بطرقات متعرجة ضيقة، تضيف للطريق بعداً أكثر من مجرد الوصل.

الطرق الجبلية هنا تتلوّى بانسيابية بين السفوح والوديان، وفي كل منعطف تتبدّل المشاهد بين وادٍ سحيق وقمم تلامس السماء.

كأن الطبيعة تكشف أسرارها خطوة بخطوة.

كوردستان، أرض الجبال الشاهقة والوديان الخضراء، حيث يمتزج جمال التضاريس بمناخ معتدل على مدار العام.

مكان لا يكتفي بجذب السياح، بل يمنحهم تجربة لا تُنسى في قلب الطبيعة.

تقرير: صهيب الفهداوي