2025-09-17
لندن بين صورتين: قصر يحتفي وشارع يعترض، بين جدران قلعة ويندسور جرت مراسم الاستقبال وفق تقاليدها الصارمة، بينما في قلب لندن ارتفعت أصوات لم تكترث لموسيقى المراسم ولا لخطوات الحرس. العاصمة بدت كأنها مسرح ذو وجهين: قصر يحتفي، وشارع يعترض.
المكان الذي احتضن المحتجين أمام مبنى “بي بي سي” تحوّل إلى منصة مفتوحة، حيث تعالت اللافتات والهتافات في توقيت بروتوكول الاستقبال المتزامن معها.
لم تكن الحشود غاضبة فحسب، بل مشهد إنساني متنوع: ناشطون، طلاب، أسر، جميعهم سجلوا حضورهم في مواجهة خطاب وسياسات رأوا أنها عمّقت الانقسام وهددت مستقبل الدول.
ومن بين هذا التنوع علت نبرة دافعت عن حق الإنسان في أن يعامل بكرامة.
وتعالت أصوات تدافع عن الإنسانية في وجه الانقسام، مؤكدة رفض أي سياسة تقوض الديمقراطية وتشجع الانقسام. رسالتهم كانت سلمية وطالبت بالعدالة والمساواة.
واندفعت المسيرة في شوارع لندن بخطى ثابتة وصوت واحد. لم يكن الغضب وحده ما حرّكها، بل الرغبة في تذكير القصر بأن الديمقراطية تبدأ من الشارع. هكذا تزامن الاحتفاء بترامب في ويندسور مع احتجاج ضده في لندن، لتجد المدينة نفسها بين صورتين متناقضتين: صورة رسمية لزعيم يُحتفى به بأعلى صور البذخ، وصورة أخرى لحشود تقول “لا” و"غير مرحب بك".
وارتفعت أمام مبنى “بي بي سي” اللافتات والهتافات، وعكست الحشود رفض السياسات الأميركية بشكل مباشر. التزامن مع مراسم ترامب في ويندسور منح المظاهرة بعدا رمزيًا، ووصلت رسائل المحتجين من قلب الشارع البريطاني إلى الحدث الرسمي، مؤكدة تمسكهم بالقيم الديمقراطية والسلمية في التعبير عن آرائهم.
تقرير: علا شفيع