2025-08-06
كانت ليندسي وتيم بيرس، طفلين صغيرين يلعبان في الحديقة عام أربعة وتسعين، وفي ذات الوقت، كان هناك جنين يُجمَّد في أحد مختبرات الحفظ بالتبريد. لم يكن أحد يعلم أن هذا الجنين سينمو يومًا ما ليصبح طفلهما الحقيقي.
اليوم، أصبح الزوجان ليندسي وتيم بيرس والدين لطفل يعتبره البعض "الأكبر في العالم"، ليس من حيث الحجم أو العمر، بل من حيث تاريخ التكوين. ثلاثون عامًا... عمر شقيقته... بل وحتى عمّته!
ثاديوس لم يكن الأول في هذا المجال، لكنه كسر الرقم القياسي، متفوقًا على توأمين وُلدا عام ألفين واثنين وعشرين من أجنة جُمّدت عام اثنين وتسعين.
كان الأمر سرياليًا… كنت أحتفظ بالأجنة منذ التسعينيات، بعد انفصالي قررت التبرع بها بدل التخلص منها، والآن... هناك طفل يحمل جزءًا مني.
هكذا علّقت والدته الحقيقية... ربما ليندا التي احتفظت بالأجنة منذ التسعينيات بعد انفصالها، قررت التبرع بها بدل التخلص منها، لم تكن الأم البيولوجية فقط، بل ربما صانعة الأمل، التي أعطت الحياة لطفل بعد ثلاثة عقود من السكون.
كيف؟ تُجمّد الأجنة في درجات حرارة تصل إلى مئة وستة وتسعين درجة مئوية تحت الصفر، مما يوقف نمو الخلايا تمامًا، قبل أن يُعاد تنشيطها ونموها إلى أطفال أصحاء، ويجعلها قابلة لإعادة الحياة بعد عقود.
اليوم، ملايين الأجنة المجمدة تنتظر مصيرها في بنوك التخزين حول العالم، بعضها سيُستخدم لمن يعانون العقم والحرمان من الأطفال، البعض الآخر قد يُتبرع به، أو يُخصّص جزء منها للأبحاث، أو ببساطة يُترك في حالة من النسيان.
نتحدث هنا عن تحديات أخلاقية وتقنية طبية أيضًا، حيث نواجه أسئلة صعبة: من الوالد؟ ما حدود الزمن؟ كيف نُبلغ الأطفال عن أصولهم؟ الإجابات ليست دائمًا سهلة.
لكن مع ظهور اختبارات الحمض النووي المنزلية، لم يعد التبرع مجهول الهوية، فقد يكتشف الطفل، بعد سنوات، أنه يملك عشرات الإخوة غير المعروفين، أو أنه ابن لزوجين لم يعرفهما أبدًا.
وفي عالم متغير بجنون، تتغير فيه مفاهيم العائلة والوراثة والإنجاب، يبقى شيء واحد ثابتًا: الرغبة في الحياة، التي جعلت من ثاديوس بداية قصة جديدة بدأت منذ زمن بعيد.
تقرير: حذام عجيمي