2025-07-03
في قلب الصيف، حين تلهب الشمس الأرض بأنفاسها الحارة، وتتكاسل الظلال عن الحركة، يصبح النسيم أمنية، والبرودة حلما بعيدا... لكن، في زاوية من الجنوب البلجيكي، وتحديدا في حديقة "باييري دايزا" في "بروغليت" ينبض مشهد مختلف.
هنا، لا تُقاوم الحرارة بالمراوح أو المكيّفات، بل بمكعّبات من الثلج...
وبينما تنعم الفِيَلة بمكعّبات ضخمة محشوّة بالفواكه، تقف الدِبَبة القطبية متلهّفة لالتهام كرات الثلج المحشوّة بالسمك الطازج. أما الغوريلا، فهي تفضّل أكياس الثلج الباردة، التي تحتوي على خضراوات طازجة وقطع من الفاكهة.
مشهد ممتع لا يخلو من الضحك والدهشة لزوّار المكان، فالحيوانات تتفاعل بفرح، وكأنها تنتظر هذه الوجبة الباردة كل يوم.
والثلج المتناثر في كل مكان لا يمنح الحيوانات فقط شعورًا بالانتعاش، بل يساعد أيضًا في تحفيزها ذهنيًا، إذ تُخفى الأطعمة داخله، ما يجعلها تلجأ إلى الحيلة والصبر للحصول على وجبتها.
والأمر لا يخلو من الطرافة أيضًا في أطراف العاصمة الإيطالية، حيث يعتمد القائمون على حديقة الحيوانات \BIOPARCO بيوباركو دي روما\، عبر نوع خاص من مصّاصات الثلج تتفاعل معها القردة وبقيّة الحيوانات بحركية ممتعة.
مشهد منسوج بالجمال والرحمة، حيث تتقاطع فصول الطبيعة وعالم يتغيّر فيه المناخ سريعًا، مع لمسة إنسانية دافئة، تُحيل حر الظهيرة إلى لحظة انتعاش وبهجة. والنتيجة؟ صيف منعش، حتى وسط أقفاص الحيوانات.
تقرير: مصطفى جليل