2025-08-09
طوال سنوات، كان يشعر أن اسمه مجرد حبر على ورق… لا يحمل وزن الحقيقة.
في طفولته، لم يكن يعرف لمن ينتمي، ولا من أين أتى.
هذا الشاب، الذي نتحفّظ عن إظهار وجهه، عاش تجربة مؤلمة في محاولة إثبات نسبه لعائلته البيولوجية، بعد أن وُضع في عهدة مؤسسات الرعاية منذ نعومة أظفاره.
في قلب العاصمة عمّان، تحاط هذه الوجوه الصغيرة بالرعاية، لكن ما تبحث عنه العيون هو الاعتراف.
جمعية قرى الأطفال SOS في الأردن لا تقتصر مهمتها على تأمين المأكل والملبس والتعليم والرعاية، بل تخوض معارك قانونية لضمان حق الأطفال في الحصول على الهوية.
حين يلتقي القانون بالمشاعر، تُختبر القدرة على التحمل؛ فالإجراءات قد تكون طويلة وشاقة، وتتطلب الكثير للوصول إلى اعتراف قانوني كامل بالهوية.
وسط قيود القانون ووصمة المجتمع، تبقى قرى الأطفال SOS من الجهات القليلة التي تواجه الواقع بشجاعة.
أطفال بلا أوراق… لكن ليسوا بلا أحلام.
ومن هذا المكان، ترفع الأصوات لتصل إلى من يملك القرار، بحثاً عن مستقبل أكثر عدالة لهؤلاء الصغار.
هنا، لا تبدأ الحكايات… لكنها تحاول أن تنتهي بحلوها لا بمرّها. فبين الملفات القانونية والأيادي الممتدة لمساعدة هؤلاء الأطفال والشباب، تظل الهوية والكنية حقاً لا ترفاً، والاعتراف بالنسب ليس مجرد إجراء قانوني… بل اعتراف بإنسان.
مراسل شمس: هاشم جراح