Mask
Logo

اقتصاد

قرية مصرية صغيرة تتحكم في رائحة أشهر عطور العالم

2025-08-27

عند الحديث عن العطور، تتجه الأنظار تلقائيًا نحو فرنسا، حيث تتبادر إلى الأذهان أسماء علامات تجارية شهيرة مثل "شانيل"، و"ديور"، و"إيرميس"، و"إيف سان لوران".

لكن ما قد لا يعرفه الكثيرون هو أن أحد المكونات الأساسية في صناعة هذه العطور الفاخرة يزرع في قرية صغيرة بمصر.

شبرا بلولة، قرية تقع على بعد نحو 97 كيلومترًا شمال العاصمة القاهرة، تنتج ما يقارب 60% من إجمالي الإنتاج العالمي لزهور الياسمين.

فمصر وحدها تصدر سنويًا نحو 2500 طن من هذه الزهور ذات الرائحة الناعمة إلى الأسواق الأوروبية.

ومع ذلك، تواجه هذه الزراعة الحيوية اليوم تهديدات حقيقية، أبرزها الجفاف وارتفاع درجات الحرارة التي تتجاوز أحيانًا 40 درجة مئوية، مما أدى إلى تراجع ملحوظ في الإنتاج.

في السابق، كان الطقس معتدلًا وطبيعيًا، لا شديد البرودة ولا شديد الحرارة، وكانت إنتاجية الأرض مرتفعة، لكن مع تغير المناخ ارتفعت درجات الحرارة والرطوبة بشكل أثر على كمية الإنتاج.

تغطي مزارع الياسمين في شبرا بلولة حوالي 175 مترًا مربعًا لكل مزرعة، وكان من المتوقع أن تنتج يوميًا ما يقارب 15 كيلوغرامًا من الزهور، ولكن بسبب ارتفاع الحرارة انخفض هذا المعدل إلى 8 أو 10 كيلوغرامات فقط. وإذا بقيت درجات الحرارة ضمن المعدلات الطبيعية فإن الإنتاجية تتحسن بشكل واضح.

المزارعون يواجهون استغلالًا كبيرًا، سواء في عملية الحصاد أو من خلال التحكم في أسعار الشراء، فالسعر الذي يعرض عليهم ما بين 100 إلى 105 جنيهات للكيلوغرام لا يعد عادلًا. الياسمين سلعة عالمية، ومصر في طليعة الدول المنتجة.

من تغير المناخ إلى احتكار السوق، تتعرض صناعة العطور العالمية لضغوط متزايدة بسبب تراجع إنتاج الياسمين.

وقد يؤدي هذا التراجع إما إلى ارتفاع أسعار بعض العطور الشهيرة، أو حتى توقف إنتاجها جزئيًا إذا استمرت الأزمة دون حلول جذرية.


تقرير: إيسامار لطيف

Logo

أخبار ذات صلة