2025-08-14
بينما تحلق المقاتلات الأميركية فوق قاعدة إلمندورف في ألاسكا، يترقب العالم حدثاً غير مسبوق في أقصى الشمال الأميركي، فهنا، على أرض كانت يوماً ما روسية، يلتقي الرئيس الأميركي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين في قمة وُصفت بأنها استثنائية.
وتحمل القمة على جدول أعمالها ملفات الحرب والسلام، وحدود القوة بين موسكو وواشنطن.
وقبل أيام من الموعد، بدت ولاية ألاسكا وكأنها تعود إلى واجهة التاريخ، الإقليم الذي انتقل من السيادة الروسية إلى الأميركية عام 1867 أصبح اليوم ساحة دبلوماسية ساخنة، تجمع قادة أكبر قوتين نوويتين في العالم، على بعد أميال قليلة من الحدود الروسية عبر مضيق بيرينغ.
وتضع القمة بين ترامب وبوتين ملف أوكرانيا في صدارة المناقشات، وبوتين عشية اللقاء رحب بما وصفه بالجهود الأميركية الصادقة لإنهاء الصراع، مؤكداً أن موسكو تسعى لتهيئة ظروف سلام طويل الأمد، ليس بين البلدين فقط، بل على مستوى أوروبا والعالم، مع إمكانية التوصل إلى اتفاقيات بشأن ضبط الأسلحة الهجومية الاستراتيجية.
ولم يخف ترامب من جانبه رغبته في توسيع إطار الحوار، معلناً عن نيته عقد لقاء ثلاثي سريع يضم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، لكن بشروط، أبرزها الحصول على إجابات خلال قمة ألاسكا، ملوحاً في الوقت نفسه بعواقب وخيمة إذا لم يوافق بوتين على مسار السلام، بما في ذلك عقوبات اقتصادية جديدة.
ولم تتوقف التحركات السياسية عند حدود ألاسكا، فقبل ساعات من القمة، التقى زيلينسكي رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر في لندن، الذي تحدث عن فرصة جدية لوقف إطلاق النار بفضل الوساطة الأميركية.
كما عقد زيلينسكي والمستشار الألماني فريدريش ميرز مؤتمراً عبر الفيديو مع الأوروبيين، بالتوازي مع مشاورات أوروبية-أميركية لرسم خطوط حمراء قبل المفاوضات، واللافت أن اجتماع زيلينسكي وبوتين المحتمل أصبح مشروطاً بنتائج قمة ترامب-بوتين، ما يضع ثقلاً مضاعفاً على لقاء ألاسكا.
وبينما تتأهب ألاسكا لاستضافة هذه اللحظة التاريخية، يبقى السؤال الأكبر، هل ستكون القمة بداية لمرحلة جديدة من التعاون بين واشنطن وموسكو، أم محطة أخرى في سجل المواجهات الطويل.
تقرير: صهيب الفهداوي