في قلب ريف العراق، وتحديدًا في محافظة بابل، يلمع الماضي على عجلات من ذهب.

هنا، في الإسكندرية، يعيش جعفر سلمان، أو كما يناديه أهالي البلدة "أبو محمد"، رجلًا جعل من الحديد القديم حكاية تراث نابض بالحياة.

في متجره المتواضع لقطع الغيار، لا تباع السيارات، بل تُعرض كتحف ناطقة.

أكثر من عشر سيارات كلاسيكية، من حقب مختلفة، تقف بشموخ كأنها في موكب تاريخي.

رولز رويس تعود لعام 1934، وبيجو أنيقة من ثلاثينات القرن الماضي، وأسطورة بريطانية تدعى MG موديل 1964.

لم يعد جعفر سلمان مجرد صاحب متجر سيارات.

بل أصبح رمزًا مألوفًا في شوارعها، يعرفه الصغار قبل الكبار.

كلما خرج بسيارة كلاسيكية جديدة، تحيط به الأنظار والابتسامات، ويتحوّل الشارع إلى معرض مفتوح يربط الأجيال.

في الإسكندرية ببابل، لا تسير السيارات فقط، بل يسير معها التاريخ.

يحافظ عليه رجل واحد، بمحبة، ومفتاح قديم، وحلم لا يصدأ.

تقرير: إيسامار لطيف