Mask
Logo

متفرقات

أطفال غزة في بيروت بحثا عن العلاج والأمل

2025-09-10

بيروت ليست مدينة عابرة في ذاكرة الحرب، بل محطة انتظار لمئات الجرحى، وطفولة تبحث عن أطرافها المفقودة، هنا يلتقط الأطفال أنفاسا جديدة، لكن الحقيقة أبعد من علاج طبي.

إلى بيروت يصل الناجي الوحيد من غارة إسرائيلية أحرقت كل شيء، والديه وشقيقته وبيته وحتى ذاكرته الصغيرة، يمشي ابن غزة الآن على أمل مرمم، يزرع الورود في يد عمته ويطلب منها شيئا واحدا، أن لا تبكي.

عمر ست سنوات، بيد مبتورة وقلب متمسك بالدهشة، يضحك كأن الضحكة سلاحه الأخير، معتقدا أن يده ستعود مع عيد ميلاده القادم.

أما آخر ما يتذكره أمير ذو الأربعة عشر عاما، فهو وميض أحمر ثم فراغ، فقد أصابعه، لكنه لم يفقد صوته، نزف بين الجثث والدبابات وقال لأهله: اتركوني… أنقذوا أنفسكم، واليوم يحاول إخفاء يده المبتورة في الصور، لكن أخته آلاء حملت صرخته لتعيده إلى الحياة.

فيما تروي ألفت عبدالله، وهي أم لثلاثة أطفال، المشهد بوجه شاحب، لم يوقظني الانفجار بل صرخة آية، آية ذات السبع سنوات فقدت ساقها، وأختها ميس مثقلة بالكسور والأعصاب الممزقة، لتجلس الأم بين أطفالها، تطعمهم أملا هشا وتقول: ربما يعوض الله ما أخذته الحرب.

لكن الأرقام تفضح المأساة، خمسة وأربعون ألف طفل جريح في غزة، وأكثر من ثمانية عشر ألف قتلوا، أرقام تبقى صامتة، إلى أن ينهض عمر أو يبتسم أمير أو تضحك آية على ساق اصطناعية.


تقرير: علي حبيب


Logo

أخبار ذات صلة