2025-09-12
في الوقت الذي اعتادت فيه إسرائيل مواجهة انتقادات سياسية وحقوقية في المحافل الدولية، يبدو أن حتى ساحة الفن والموسيقى، التي لطالما اعتُبرت بعيدة عن النزاعات، بدأت تضيق ذرعًا بها، لتجد إسرائيل نفسها اليوم في قلب عاصفة فنية-سياسية قد تؤدي إلى مقاطعتها من قبل عدد من الدول الأوروبية في يوروفيجن 2026 إن لم تُمنع من المشاركة تماما.
فكيف وصلت الأمور إلى هذا الحد ولماذا تشارك إسرائيل أساسا في مسابقة أوروبية وهي ليست دولة أوروبية؟
ورغم أن إسرائيل تقع جغرافيا في الشرق الأوسط، إلا أن مشاركتها في يوروفيجن تستند إلى عضويتها في الاتحاد الأوروبي للإذاعات (EBU)، الجهة المنظمة للمسابقة، الذي لا يشترط الانتماء الجغرافي إلى أوروبا، بل يضم دولا ضمن ما يُعرف بـ"المنطقة الأوروبية للبث"، وتشمل أجزاء من الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
لذلك، كما تشارك دول مثل أذربيجان وأرمينيا وأستراليا، يُسمح لإسرائيل بالمشاركة كونها عضوا فعالا في الاتحاد.
ومنذ عام 1973، شاركت إسرائيل في يوروفيجن عشرات المرات وفازت أربع مرات، آخرها في عام 2018، لكن مشاركتها لم تكن يوما خالية من الجدل، وأصبح وجودها على المسرح الغنائي الأوروبي عبئا أخلاقيا متزايدا، خصوصا في فترات تصاعد التوتر مع الفلسطينيين.
وتلوّح دول أوروبية بالانسحاب من يوروفيجن 2026:
إيرلندا:
أعلنت بشكل واضح أنها لن تشارك في المسابقة إذا سُمح لإسرائيل بالمشاركة، ووصفت المشاركة في ظل الظروف الحالية بأنها غير أخلاقية، مشيرة إلى القتل الجماعي في غزة واستهداف الصحفيين.
سلوفينيا:
انضمت للموقف نفسه مؤكدة أنها ستقاطع المسابقة تضامنا مع الشعب الفلسطيني.
إسبانيا:
صرّح وزير الثقافة الإسباني إرنست أورتاسون بأن مشاركة إسرائيل ستكون بمثابة "تطبيع غير مقبول"، مشيرا إلى أن الحكومة قد تتخذ خطوات حاسمة في حال استمرار الوضع على ما هو عليه.
دول أخرى تراقب:
أما النرويج وآيسلندا والسويد وفنلندا، فكلها في مرحلة إعادة التقييم وسط ضغوط شعبية وفنية تطالب بموقف واضح ضد تسييس الفن وتبرير الاحتلال.
وحتى الآن لم يُصدر الاتحاد الأوروبي للإذاعات (EBU) قرارا نهائيا بشأن أهلية إسرائيل للمشاركة في نسخة 2026، لكن تحت ضغط الاحتجاجات والانسحابات المحتملة أُجل موعد تأكيد المشاركة حتى ديسمبر 2025.
فإن كانت روسيا قد استُبعدت بسبب غزو أوكرانيا، يتساءل الكثيرون هل يُمكن اعتبار إسرائيل "دولة طبيعية" في المسابقة بينما تُتهم بارتكاب انتهاكات جسيمة بحق المدنيين.
تقرير: إيسامار لطيف