2025-08-21
صالة كهذه قد تبدو بداية لحياة جديدة، لكنها أحيانًا لا تكون إلا مقدمة لقصة قصيرة تنتهي في محكمة الأسرة في لندن. ومع تزايد الضغوط الاقتصادية والاجتماعية، تسجل الجاليات العربية والإسلامية ارتفاعًا مقلقًا في حالات الطلاق، فهل هي صعوبة التأقلم مع الحياة في المهجر، أم تأثير القوانين المحلية، وما الذي يحدث حين تتصادم التقاليد مع واقع لا يشبهها؟
تشير تقديرات غير رسمية إلى أن واحدة من كل 3 زيجات عربية في لندن تنتهي بالطلاق خلال السنوات الخمس الأولى. وراء هذه الأرقام قصص معقدة ومتشابكة تبدأ من الخلاف والاختلاف وتنتهي في المحكمة.
الطلاق يترك أثرًا يتجاوز الزوجين، فالأطفال يدفعون الثمن الأكبر في غياب الوالد، أو غموض الأدوار، أو الحضانة. فالعديد من الزيجات تتم بشكل ديني فقط ودون تسجيل رسمي، وحين يقع الطلاق لا يحظى أحد الطرفين، وفي الغالب الزوجة، بأي حماية قانونية تضمن النفقة أو الحضانة.
من صالة الفرح إلى أبواب هذه المحكمة تمر قصص كثيرة لا نسمع تفاصيلها، لكن نتائجها واضحة في عائلات تتفكك وأطفال يبحثون عن استقرار. ورغم أن الطلاق قد يكون نهاية طبيعية لبعض العلاقات، إلا أن تكراره بهذا الشكل يفتح الباب على أسئلة أكبر، أهمها: كيف تغير الغربة ملامح الزواج؟ وما الذي تحتاجه الأسرة العربية هنا لتبقى متماسكة في وجه كل هذه التحديات؟
مراسلة شمس: علا شفيع