في الوقت الذي تدق فيه أجراس المدارس معلنة بدء عام دراسي جديد حول العالم، يقف طلاب غزة على أطلال مدارسهم المدمرة، محرومين من أبسط حقوقهم في التعليم.

جيل كامل مهدد بالضياع في قطاع تحول إلى ركام تحت وابل الغارات والقصف المستمر منذ قرابة عامين، فهل ما زال بالإمكان إنقاذ مستقبلهم مثل بقية أطفال وشباب العالم.

ووفق تقارير الأمم المتحدة والمنظمات الدولية المختصة، يحرم أكثر من 660 ألف طالب فلسطيني في غزة من العودة إلى مقاعد الدراسة للعام الثالث على التوالي، بعدما تحولت مدارسهم إلى ركام أو مراكز إيواء، كما إن 97% من المنشآت التعليمية في القطاع تعرضت لأضرار، وأكثر من 91% تحتاج لإعادة بناء أو تأهيل شامل.

وقد دمرت إسرائيل 293 مدرسة من أصل 307، ومنذ أكتوبر 2023، قُتل 18,508 طلاب، وجُرح أكثر من 28 ألفا آخرين.

وتظهر شهادات منظمات حقوقية أن المدارس كانت تؤوي نازحين عندما تعرضت للقصف الإسرائيلي مثل مدرستي أبو هميسة والجرجاوي.

حتى المبادرات التعليمية التطوعية، سواء في الخيام أو الملاجئ، باتت مهددة بفعل التهجير المستمر، وانقطاع الكهرباء والإنترنت، والتصعيد العسكري المتواصل، ومع ذلك، لم يفقد أهل غزة الصامدون الأمل في إنقاذ ما يمكن إنقاذه.

واليوم في غزة، لم يعد الأطفال والشباب يحلمون بحقائب مدرسية أو مقاعد دراسية، بل بالنجاة من الموت فقط.

جيل بأكمله يُدفن مستقبله تحت أنقاض المدارس في أزمة تعليمية وإنسانية غير مسبوقة، ويبقى النداء موجها للعالم: هل من حل قبل أن يُغلق باب الأمل إلى الأبد.

تقرير: حذام عجيمي