Mask
Logo

مجتمع

التبوريدة.. احتفاء مغربي بالفروسية التقليدية

2025-06-01

كأنهم عرسان يستعدون لزفافهم، بأثواب تقليدية فخمة: جلابة بيضاء، ورزة على الرأس، وسلهام على الكتفين. هكذا يتجهز فرسان فريق جهة بني ملال خنيفرة، للمشاركة في عرض إقصائي لجائزة الحسن الثاني للفروسية التقليدية "التبوريدة" في دورتها الرابعة والعشرين.

يسهر على تجهيز الفرسان قائد الفريق، أو "السربة" بالمنطوق الشعبي، الذي يعتني بكل تفاصيل الخيالة كما بالخيل، ويبدي توجيهاته، كي تكون طلقة البارود الحاسمة من نصيبهم.

هنا في دار السلام بالعاصمة الرباط، اجتمعت 24 فرقة من الشرق إلى الجنوب. ومع اختلاف التربة، تنوعت التقاليد، بل حتى الطلقات البارودية. فمثلًا، سربة الشرق تُطلق بارودها إلى الأعلى، بينما سربة كلميم تُوجّه طلقتها إلى الأسفل. لكن الحكم يبقى في التفاصيل.

تتميز هذه السنة بمشاركة كبيرة للشبان، يحملون مشعل هذا التراث، ويتنافسون على لقب هذه السنة في صنف خاص بهم، وأصغر قائد بعمر 13 سنة مرشح مع فريقه للفوز.

جمال هذا الفن التقليدي يكمن في شعبيته، إذ قدم زوار من مختلف ربوع المغرب للاستمتاع بهذا التراث العريق، الذي تمتد جذوره إلى القرن الخامس عشر.

لحظات من الحماس والإثارة نشاهدها في هذه العروض المبهرة. ففي صف مستقيم، يقف الفرسان وقد اعتلوا خيولهم بلباسهم التقليدي الموحّد، ويترأسهم قائد الخيالة، الذي يتخذ مكانه في الوسط. تحت زغاريد النساء وتصفيقات الجمهور، تكون الانطلاقة بما يُعرف بالهدة، وبعدها طلقة البارود الحاسمة.

أصالة وفن وتراث عريق، وبهجة على محيا كل من حضر هذا العرس الشعبي الكبير.

التبوريدة، هي ليست استعراضًا أو تقليدًا تاريخيًّا مرتبطًا بالهجوم العسكري فقط، إنما نمط ثقافي ينبع من الهوية المغربية. وكل "سربة" هنا تحمل معها وابلًا من الحكايات، تعكس روح الجماعة والوحدة والمحبة.


تقرير: أميمة الإدريسي

Logo

أخبار ذات صلة