2025-10-10
عجلاتها الثقيلة تُجرّ على الرمال ببطء، وكأنها تودّع مسرح الحرب على استحياء، متجهة نحو الخط الأصفر، ذلك الشريط الذي لا يزال حتى اللحظة مجرد خط على الأرض.
وجاء انسحاب الجيش الإسرائيلي بعد أن صادقت الحكومة الإسرائيلية أخيرًا على اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وهو اتفاق يحمل وعودًا كبيرة: تعليق العمليات العسكرية خلال 24 ساعة، وإطلاق المحتجزين الإسرائيليين خلال 72 ساعة.
وفي غزة، أعلن خليل الحية، رئيس المكتب السياسي لحماس، تلقي الحركة ضمانات مكتوبة من الولايات المتحدة وبعض الوسطاء العرب، بل وحتى تركيا، تؤكد أن الحرب انتهت بلا رجعة.
لكن الواقع لا يبدو مستعجلاً ليلتحق بهذا التفاؤل، فبينما تتحدث التصريحات عن وقف إطلاق النار، كانت الطائرات الحربية الإسرائيلية توزّع قنابلها على مناطق في خان يونس ومحيط مخيم النصيرات، حيث يفترض أن يسكن من بقي على قيد الحياة.
والنتيجة: قتلى، جرحى، وغموض كثيف يخيّم على بنود الاتفاق.
أما المفاجأة الجديدة، فهي دخول واشنطن اللعبة بشكل مباشر، لا كمفاوض، بل كلاعب على الأرض، حيث تستعد لنشر 200 جندي في مركز عمليات بإسرائيل، تقول إن مهمتهم تنفيذ ومراقبة الاتفاق.
هكذا، وبين ضجيج الدبابات المنسحبة وهدير الطائرات التي لم تغادر بعد، تقف غزة على حافة سيناريو جديد، قد يكون ختامًا لفصل دموي طويل عاشه القطاع.
تقرير: لافا أسعد