2025-10-23
رغم الانتقادات المتزايدة لاستهلاكه الكبير للطاقة والمياه، يرى خبراء أن الذكاء الاصطناعي قد لا يكون المشكلة، بل جزءاً من الحل في مواجهة التلوث وتغيّر المناخ الذي يعيشه العالم اليوم. فبيانات الوكالة الدولية للطاقة تشير إلى أن مراكز البيانات الخاصة بالذكاء الاصطناعي استهلكت نحو 1.5% من الكهرباء العالمية في عام 2024، ومن المتوقع أن يتضاعف هذا الرقم بحلول 2030، ما يعني مزيداً من الانبعاثات والضغط على مصادر الطاقة التقليدية.
لكن في المقابل، يعتقد الخبراء أن بإمكان الذكاء الاصطناعي نفسه أن يُحدث ثورة في تقليل الانبعاثات وتحسين كفاءة استخدام الطاقة عبر إدارة أكثر ذكاءً للبنية التحتية، والنقل، والتصنيع. ففي المباني مثلاً، يمكنه التحكم بالإضاءة والتبريد حسب الحاجة، مما يقلل استهلاك الطاقة بنسبة تصل إلى 30%. وفي المنازل، يساعد على شحن السيارات والأجهزة خلال ساعات الليل عندما يكون الطلب على الكهرباء أقل.
أما في مجال النفط والغاز، فتُستخدم تقنيات الذكاء الاصطناعي لتقليل انبعاثات الميثان، أحد أخطر الغازات المسببة للاحتباس الحراري، إذ تُنجز أعمال كانت تستغرق يومين خلال ثوانٍ معدودة. وغوغل أطلقت “مشروع الضوء الأخضر” في 20 مدينة لتحسين توقيت الإشارات الضوئية، فكانت النتيجة انخفاضاً في الازدحام بنسبة 30% وانبعاثات أقل بنسبة 10%. كما ساعدت الخوارزميات الذكية في ولاية يوتا الأميركية على اكتشاف مصادر جديدة للطاقة الحرارية الجوفية كبديل نظيف للطاقة التقليدية.
ورغم ما يُقال عن استهلاك الذكاء الاصطناعي المفرط للطاقة، فإن توجيه قدراته نحو خدمة البيئة قد يجعله أداة لا غنى عنها في بناء مستقبل أكثر استدامة.
تقرير: حذام عجيمي