2025-10-09
أكثر من 67,000 شهيد، و160,000 جريح، و56,000 طفل يتيم — أرقام تلخص حجم المأساة التي عاشتها غزة خلال عامين من الحرب، لكنها لا تروي كل الحكاية.
عامان مرا على أبشع حرب في تاريخ الإنسانية الحديث، عامان من الألم والدمار والفقدان عاشهما أكثر من مليوني إنسان في غزة تحت وابل القصف والحصار.
وبعد دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، ما زالت الجراح مفتوحة.
لا أرقام رسمية أو حصيلة نهائية لأعداد الضحايا في القطاع المدمر، لكن وفقاً لوسائل إعلام فلسطينية محلية، فإن 31% من الشهداء كانوا من الأطفال، بينهم نحو 400 رضيع وُلد واستشهد خلال الحرب، إما بسبب مضاعفات صحية أو سوء تغذية.
تليهم النساء بنسبة 21%، ثم الرجال بنسبة 35%، فيما كان 15% من الشهداء من كبار السن.
أما العاملون في القطاع الطبي، فقد نالوا النصيب الأثقل من الاستهداف، حيث قُتل أكثر من 1,500 طبيب ومسعف.
وفي مهنة المتاعب، غاب صحفيو غزة وناقلو أخبارها مبكراً، واحداً تلو الآخر، إذ استُشهد أكثر من 250 صحفياً في مجازر مباشرة ارتكبتها إسرائيل ضدهم على مرأى ومسمع العالم.
حتى من لم يمت، لم يسلم...
ففي أرقام نشرتها وسائل إعلام فلسطينية، بيّن مكتب الإعلام الحكومي أن هناك أكثر من 19,000 جريح بحاجة إلى تأهيل طويل الأمد، من بينهم 4,800 حالة بتر للأطراف، و18% منهم أطفال.
كما توجد 1,200 حالة شلل و1,200 حالة فقدان للبصر.
وذكر المكتب أيضاً أن الحرب الإسرائيلية أسفرت عن 56,348 طفلاً يتيماً بلا والدين أو أحدهما، ونبّه إلى أن أكثر من 5,200 طفل بحاجة لإجلاء طبي عاجل لإنقاذ حياتهم.
وراء هذه الأرقام حكايات موجعة:
أمّ دفنت أبناءها الثلاثة، وطفلة تبحث عن والدها بين الركام، وطبيب يعمل بيد واحدة بعدما فقد الأخرى وهو ينقذ الجرحى.
حتى العاملون في المجال الإنساني لم ينجوا، فقُتل أكثر من 560 منهم، رغم أنهم جاؤوا يحملون الدواء والخبز، لا السلاح.
أكثر من 30,000 عائلة تشرّدت وتعرّضت لمجازر، وأكثر من 2,700 أسرة أُبيدت بالكامل ومسحت من السجل المدني.
الهدنة جاءت، لكن... هل جاءت متأخرة؟
تقرير: إيسامار لطيف