Mask
Logo

مجتمع

كلاب مدرّبة تكتشف مرض باركنسون بدقة 98%

2025-07-17

تسعى الأبحاث العلمية المستمرة لتطوير طرق تشخيص مبكرة وموثوقة لهذا المرض المستعصي باركنسون (الشلل الرعاش)، وهو اضطراب عصبي يؤثر على حركة الجسم بسبب فقدان خلايا دماغية مسؤولة عن إنتاج مادة الدوبامين.

وفي خطوة واعدة، كشفت دراسة بريطانية حديثة أن الكلاب المدربة قادرة على اكتشاف مرض باركنسون عبر شم رائحة الجلد بدقة تصل إلى 98%.

الدراسة التي أُجريت بالتعاون بين جامعتي بريستول ومانشستر ومؤسسة Medical Detection Dogs الخيرية، اعتمدت على تدريب كلبين من فصيلتي جولدن ريتريفر ولابرادور للتمييز بين مسحات جلد مأخوذة من مرضى باركنسون وأشخاص أصحاء.

خلال فترة تدريب استمرت بين 38 إلى 53 أسبوعًا، تعرّف الكلبان على 205 عينات من مسحات الجلد الجاف، والتي تحتوي على مادة الزهم الدهنية التي تفرزها الغدد الجلدية. بعد ذلك، خضع الكلبان لاختبار مزدوج التعمية، حيث تم اختبارهما على 100 عينة جديدة، منها 40 عينة من مرضى باركنسون و60 لعينة من أشخاص أصحاء.

أظهرت النتائج أن الكلب الأول تمكن من تحديد 70% من عينات مرضى باركنسون بدقة، فيما وصلت حساسية الكلب الثاني إلى 80%. أما فيما يخص النوعية، أي القدرة على استبعاد الأشخاص غير المصابين، فقد بلغت 90% للكلب الأول و98% للكلب الثاني.

الأمر اللافت أن الكلاب تمكنت من كشف المرض حتى في عينات لأشخاص يعانون من أمراض أخرى، ما يؤكد وجود "بصمة رائحة" مميزة لمرض باركنسون يمكن الاعتماد عليها في التشخيص.

ويؤكد الباحثون أن هذه الطريقة الجديدة تعد أقل تكلفة وأقل تدخلاً مقارنة بطرق التشخيص التقليدية مثل التصوير أو الفحوص العصبية المعقدة، ما يجعلها مناسبة للاستخدام على نطاق واسع، خصوصًا في المراحل المبكرة من المرض، وقد يمنح المرضى فرصة أفضل للعلاج المبكر وتخفيف الأعراض.

وإن قطعت التكنولوجيات الحديثة في المجال الطبي مراحل متقدمة مع تطور الذكاء الاصطناعي وتقنية الأنف الإلكتروني، إلا أن هذه الدراسة تؤكد أهمية استغلال القدرات الطبيعية للكلاب المدربة في مجال الطب التشخيصي، وتمنح أملًا جديدًا لتحسين حياة الملايين من المرضى حول العالم.


تقرير: حذام عجيمي

Logo

أخبار ذات صلة