التحذير من الذكاء الاصطناعي ومخاطره منذ بدء انتشاره يتأكد يوما بعد آخر مع تسجيل ظواهر سلبية ترتبط باستخدامه، كان أبرزها التأثير النفسي الضار على الراغبين في الحصول على إرشاد شخصي من تطبيقاته.

وقد أصبح البعض يفضل الجلوس بمفرده مع تطبيقات مثل شات جي بي تي للدردشة وطلب التوجيه، خاصة بين الأجيال الجديدة التي باتت تعتبر الذكاء الاصطناعي جزءا طبيعيا من يومها.

وتتمثل الأزمة في قصور هذه التطبيقات عن تحقيق التفاعل الإنساني الضروري لجلسات الإرشاد النفسي والتدريب على مهارات الحياة، إذ تختلف حاجات الأفراد من شخص إلى آخر، في ظل غياب واضح للرقابة الأسرية والطبية.

كما توصلت دراسة حديثة إلى خطورة الاعتماد على الذكاء الاصطناعي في تقييم الأفكار والسلوكيات الفردية، نظرا لما تم رصده من تملق واضح للمستخدمين تحاول تلك التطبيقات تمريره لربط الأفراد بها وجدانيا.

الشركات المالكة والمشغلة لهذه التطبيقات لم تنكر ما أشارت إليه الدراسة، بل وصفت ذلك بالمجاملة للمستخدمين لضمان ولائهم ولجوئهم الدائم إلى الذكاء الاصطناعي، الذي يسعى إلى إرضائهم حتى وإن كان ذلك ضد مصلحتهم الحقيقية.

ويتزايد القلق بعد تسجيل ارتفاع في نسب الإصابة باضطرابات نفسية كالقلق والعزلة والاكتئاب، وهي حالات تصل أحيانا إلى التفكير في الانتحار، نتيجة تلقي توجيهات خاطئة أو مضللة من تلك التطبيقات، خاصة بين المراهقين.

ويطرح الوضع الراهن تساؤلات جدية حول الأهداف الحقيقية لشركات الذكاء الاصطناعي العملاقة، التي قد تستغل الاحتياجات الإنسانية للمستخدمين وتحوّلها إلى وسيلة ربح تجارية.

تقرير: مينا مكرم