2025-05-08
تزايد الإصابة باضطرابات الاكتئاب والقلق وتعاطي المواد المسببة للإدمان في العصر الحديث يرجع إلى عوامل عدة، في مقدمتها العنف الجنسي الذي يعكس بظلاله على التطور الفردي وانخفاض التحصيل التعليمي والنجاح الاقتصادي مدى الحياة، بحسب مختصين.
دراسة نشرتها مجلة *لانسيت* أظهرت أن واحدة من كل خمس سيدات تعرضن للعنف الجنسي قبل سن الثامنة عشرة في مختلف أنحاء العالم، فيما سُجلت نسبة واحد من كل سبعة لدى الرجال.
الإحصاءات التي أجراها باحثون في جامعة واشنطن تشير إلى الانتشار الواسع لهذه الاعتداءات ذات الآثار المدمرة للصحة ولحياة الأشخاص حتى بعد مرحلة البلوغ.
باستخدام بيانات من الدراسات التي أجرتها منظمة الصحة العالمية والأمم المتحدة، قدّرت هذه الدراسة عدد الأشخاص الذين تعرضوا للعنف الجنسي أثناء الطفولة أو سنّ المراهقة في 204 دول.
ففي الولايات المتحدة بلغت نسبة النساء اللواتي تعرضن لهذا العنف 27.5%، مقارنة بـ16.1% من الرجال، في حين سجلت المملكة المتحدة نسبة 24.4% لدى النساء و16.5% لدى الرجال.
وفي الهند وصلت هذه النسبة إلى 30.8% لدى النساء، أي نحو الثلث، لكنها أقل قليلاً لدى الرجال حيث بلغت 13.5%، أما في فرنسا فقد أشارت تقديرات الدراسة إلى أن 26% من النساء كنّ ضحايا للعنف الأسري، في حين أن 13.8% من الرجال عانوا هذه الاعتداءات.
ولفت معدّو الدراسة إلى أن الحجم الحقيقي للعنف الجنسي ضد الأطفال ربما يكون أكبر من التقديرات، نظراً لندرة البيانات المتاحة والصعوبات في قياس هذه الاعتداءات التي تختلف معايير تسجيلها، واستغلوا الفرصة للدعوة إلى جمع بيانات بدقة من أجل تركيز جهود الوقاية وحماية الأطفال من العنف وتخفيف آثاره التراكمية على الصحة طوال الحياة، لما يمثله هذا من ضرورة أخلاقية، بحسب ما أوصى الباحثون.
تقرير: مينا مكرم