في قلب بانكوك، وعلى ضفاف نهر تشاو فرايا الساحر، يتدفق الزوار إلى متجر يبدو وكأنه خرج من عالم خيالي. ليس مجرد متجر ألعاب، بل وجهة لعشاق دمية واحدة غزت القلوب قبل الأرفف: لابوبو.

بأسنانها الحادة وهيئتها الزغبية، تواصل هذه الدمية الصغيرة إثارة إعجاب الصغار والكبار، وها هي اليوم تحتل أكبر متجر في العالم من سلسلة "بوب مارت" الصينية، ممتدة على أكثر من 7000 متر مربع من السحر والدهشة.

لابوبو هي من وحي خيال الرسام والفنان كاسينغ لونغ، الذي ابتكر شخصية لابوبو عام 2015، حيث ظهرت للمرة الأولى في ثلاثة كتب مصورة مستوحاة من الأساطير الإسكندنافية، بشخصية تجمع بين الغرابة والبراءة.

وفي عام 2019، وقع لونغ اتفاقًا مع شركة "بوب مارت" لتصنيع لابوبو، لكنها لم تحقق رواجًا واسعًا إلا عام 2023، عندما طرحت الشركة نسخة محشوة من الدمية على شكل ميداليات مفاتيح.

ومنذ ذلك الحين، تصدرت هذه الدمية مشاهد الحياة اليومية لمشاهير عالميين، مثل المغنية ريانا، ونجمة تلفزيون الواقع كيم كارداشيان، ولاعب دوري كرة السلة الأميركي ديلون بروكس، والمغنية الكورية ليسا، نجمة "بلاك بينك"، التي أسهمت في إشعال موجة الهوس بلابوبو حين شاركت صورًا لها مع دميتها أمام أكثر من 100 مليون متابع عبر إنستغرام وتيك توك.

ورغم ما تردد من أن الدمية لها تأثيرات سلبية على مقتنيها، وما تسببه من كوابيس، فإن هوسها في العالم قد يستمر إلى حد الجنون.

ومن هذا المتجر الضخم، الأكبر عالميًا، يثبت لابوبو أنه أكثر من مجرد دمية، إذ بات رمزًا يلامس شغاف قلوب كثيرين، ويثير جنون الطوابير، ربما يجدون فيه دفء الطفولة، في زمن يبحث فيه الجميع عن الترند وجنون الاستعراض.

تقرير: حذام عجيمي