2025-09-28
يبدو المشهد للوهلة الأولى احتفاليا، مجسّمات ملونة تشق طريقها بهدوء فوق سطح نهر سيليوونغ.
لكن خلف هذا العرض الفني، هناك قصة أكثر عمقا.
نهر يُصارع للبقاء، وعاصمة تبحث عن حلول لأزمة بيئية تهدد حاضرها ومستقبلها.
تزامنا مع اليوم العالمي للأنهار، أطلقت جاكرتا مهرجان سيليوونغ، أو كما يُعرف بمهرجان حب البيئة.
شارك أكثر من 40 مجسّما عائما صنع من مواد مُعادة التدوير، أبرزها الزجاجات البلاستيكية، الكرتون، والمخلفات اليومية.
نهر سيليوونغ شريان رئيسي في العاصمة الإندونيسية، يمتد إلى مسافة تقارب 120 كيلومترا ويخترق أكثر من 13 منطقة سكنية مكتظة.
لكن النهر، الذي كان في السابق مصدرا لري الأراضي ومياه الشرب، تحول في العقود الأخيرة إلى أكثر من 7 آلاف طن من المخلفات الصلبة التي تُلقى في مجراه يوميا، وفق بيانات شبكة تبادل الموارد المائية الدولية.
وتسعى السلطات الإندونيسية إلى رفع الوعي البيئي في المناهج الدراسية، ضمن خطة وطنية للحد من النفايات بنسبة 30% بحلول عام 2030.
تعد الأنهار مثل سيليوونغ أحد خطوط الدفاع الطبيعية ضد الفيضانات التي تضرب جاكرتا بشكل موسمي، ومع انسداد مجاري المياه بسبب النفايات تتفاقم الكوارث سنويا، ويُهدد الأمن المائي لسكان العاصمة.
قد لا يحل مهرجان عائم أزمة نهر مريض، لكن في بلد ينتج أكثر من 65 مليون طن من النفايات سنويا، تبقى كل رسالة وكل مجسّم بداية حقيقية للتغيير.
تقرير: لافا أسعد