في لحظة حساسة من الحرب المشتعلة بين روسيا وأوكرانيا، اتصال نادر جمع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالرئيس الأميركي دونالد ترامب، واستمر ساعة كاملة، في وقت تتصاعد فيه الهجمات، وتتراجع فيه الآمال بإحياء محادثات السلام.

من داخل الكرملين، كشف المستشار الدبلوماسي للرئيس بوتين أن المكالمة تناولت الهجوم الأخير بطائرات مسيرة على مطارات عسكرية روسية نفذته أوكرانيا الأحد الماضي. وأكد بوتين أنه سيتعين الرد عليه وعلى عملية تفجير جسر أدت إلى سقوط قتلى.

كما كشف بأن ترامب نفى أي علم مسبق للولايات المتحدة بهذه الهجمات، في محاولة واضحة للفصل بين واشنطن وقرار كييف.

المكالمة كانت إيجابية وبناءة، هكذا وصف الكرملين النقاش، مع تأكيد الطرفين على البقاء على اتصال دائم، رغم الاختلافات الجذرية في المواقف المعلنة.

ولكن الرئيس بوتين يصعد، وفي كلمة متلفزة، اتهم أوكرانيا بمحاولة كسب هدنة مؤقتة، لا للسلام، بل لإعادة تسليح قواتها وتنفيذ ما وصفها بأعمال تخريبية ضد موسكو.

وعلى الأرض، رفضت كييف، بحسب موسكو، عرضا روسيا بوقف جزئي لإطلاق النار لمدة يومين أو ثلاثة، بهدف انتشال الجثث من ساحات المعارك. أما وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف فوصف الرفض بأنه خطأ فادح.

بين تهديدات بوتين وطمأنة ترامب، وبين دعوات للهدنة ومواقف متصلبة من الطرفين، لا تزال الحرب تتأرجح بين شبح التصعيد وفرصة ضئيلة للسلام.

تقرير: مالك دغمان